ومن فضائله عليه السلام: وهي الآية الباهرة قصة التنيين وذلك أن أمير المؤمنين لما رحل إلى صعدة واستولى عليها جاء إليه هذا المقعد المعروف بالتنيين وله قريب من أربعين سنة يدب على رجله ويديه ولقد كنا نشاهده في وقت الصغر وهو يسير كما تسير القردة وقد كركرت يداه، فمسح عليه الإمام عليه السلام فقام بعد ذلك منتصبا وسار كما يسير الناس، ولقد رؤي بعد ذلك يحمل السلاح كما يحمله الأصحاء ويلعب، وعلى الجملة إنها آية وفضيلة لم يمكن مخالف دفعها ولا كتمها واستفاضت في اليمن ونظمت فيها الأشعار وسارت في الأمصار، فمما قيل في هذه الفضيلة من ذلك قول الأمير المتوكل على الله أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام قال:
أضاء على الإسلام نورك وانطفى .... بوجهك ليل الهم واتضح الفجر
وقد علمت آل النبي محمد .... بأنك أنت الفلك إما طما البحر
وأنك لا وان ولا أنت طايش .... ولا مظهر سر الحقود ولا وغر
ولا عجب إن زادك الله حجة .... سماوية ما إن بها للورى عذر
رآك لها أهلا فزدت تواضعا .... فزادك تكبيرا بها من له الكبر
رضيناك للدنيا وللدين فارتفق .... على النجم مسموعا لك النهي والأمر
وقال القاضي اللسان ركن الدين مسعود بن عمرو العنسي رضي الله عنه:
أراد الله إيضاحا جليا .... فسار المقعد العالي سويا[17ب-أ]
مسحت عليه مسحة مستجاب .... ولم تك بالدعاء له شقيا
أتاك على يديه يدب ضعفا .... فعاد فكان رمحا سمهريا
وكان يلقف الأوصال سقما .... فقام على بديهته جريا
فلو كف المسيح عليه جالت .... لما زادت ظما عطفيه ريا
وأظهر نورك الرحمن لما .... رآك بأن تخص به مليا
ولو بعد ابن آمنة نبي .... لأهل الأرض كنت لهم نبيا
وهذه الأبيات خص بها القاضي هذه الفضيلة وقد ذكرها في عدة من شعره وأضاف إليها ما عداها من الآيات الباهرة.
পৃষ্ঠা ৫৪