(فصل)
وقد روي أن أقواما كانوا قبل قيامه من أقطار الأرض إذا ركبوا في الفلك وعصفت بهم الريح أنهم يفزعون إلى البركة والنذور له سلام الله عليه.
رواية عجيبة من فضائله[16أ-أ] شهد بها من لا ينحصر عددهم وهي
الجربة في وادي قعود لما مر عليه السلام في اليوم الذي وصل منه إلى ثلاء ولقيه رجل من أهل الوادي بقطعة من التراب من جربة له فنفث في تلك القطعة وأخذها الرجل فذراها في جربته فجاء سيل أتى من بلاد بعيدة لم يقع عليهم مطره فسقط تلك الجربة وهي وسط الوادي ولم يشرب ما فوقها ولا ما تحتها، فكانت آية من مضى من تلك الناحية فعجب منها الناس وازدادوا ذكرى وبصيرة.
(فصل) في ذكر جمل من عيون فضائله بعد قيامه عليه السلام.
أما المشهورات من فضائله صلوات الله على جده وآبائه وعليه وسلامه: فمن ذلك أنه عليه السلام بعد قيامه مسح على صبية كان بها علة عظيمة قد تطاول سقمها فعوفيت، وأنسيت تفصيل قصتها عند التعليق والله المعين.
ومن فضائله المشهورة أنه عليه السلام بعد البيعة لما تهافت الناس عليه فكانوا يأتون من النواحي البعيدة لحضور صلاة الجمعة، وكان في تلك المدة مطر عظيم فلم يكن ينفك المطر متواصلا كل يوم وخصوصا آخر النهار إلا يوم الجمعة، فلقد رأينا آية عظيمة باهرة وذلك أن السحاب يتراكم إلى وقت الصلاة ثم يتفرق حتى تنقضي الصلاة ، وربما لا يقع في ذلك اليوم مطر على الناحية وربما يقع بعد قضاء الصلاة، ولقد صلينا معه جمعا متوالية فما أصابنا مطر وكل يوم يأتي المطر دائما.
পৃষ্ঠা ৫০