============================================================
ف المقام على باب من يكون محجورا عليه ، ويكون مقاليد اموره بيدي غيره لا بيديه"11) .
ونحن تعجب أن يصدر سثل هذا الكلام عن شيخ من شيوخ الدعوة فى حق إمام عصره الذي يدعو له وبدين باسامته وطاعته بل وعصمته ، وكان من حق المؤيد وهومن شيوخ الدعوة أن يشيد بالاسام المعصوم ويتجنب التعريض له من قريب أو من بعيد ، وأن يجعل هذا الامام فوق هامات البشر-كما فعل المؤيد فى ديوانه - ولكن المؤيد فى سيرته هنه يعطينا صورة دقيقة صادقة لما كانت عليه مصرفى النصف الأول من القرن الخامس للهجرة ، بعد أن خلع عن نفسه صفته المذهيية ، وطرح عن نفسه عقيدته الديتية ف الاساسة ، ولبس مسوح المؤرخ العالم الذى يكتب ليرضى نفسه قبل أن يرضى السلطان أو الوزير ، ويصف ساشاهده من وقائع وأحوال دون أن يتأثر بمؤثرات الدين ، أو يتطلع ألى رياسة ، وإذا كان المؤيد لم يأبه يامامه المعصوم على هذا التحو ، وتحدث عنه هذا الحديث الذى يجعل من إسامه المعصوم ألعوية فى أيدى غيره ، فكذلك تحدث عن الوزراء ورجال الدولة الذين استغلوا ضعف الاسام فتلاعبوابه ، وبالبلاد لمصلحتهم الشخصية ، حى اضطربت أمور مصر وأدى الأمر إلى المحتة التى عرفت فى التاريخ يالشدة العظمى المستتصرية .
حقيقة لم يأت المؤيد فى هذا الحديث بشى جديد على المؤرخين ، فان ذلك كله سسطر فى كتب التاريخ ، ولكن الجديد الذى لا أكاد أجد له مثيلا فى كتب التاريخ الاسلامى ، ان المؤرخ تحدث عن ذلك كله صراحة فى حياة الاسام وعلى مسمع من وزرائه بينما لم يعودنا المؤرخون أن يوجهوا انتقادا أو لوسا إلى الملوك والأمراء فى حياة الملوك والأمراء . بل كان سن المؤرخين من اضطر إلى تغيير بعض الحقائق التاريخية لجلب سنفعة لنفسه أو دفع مضرة ، وقد تحدث ابن خلدون فى مقدسته حديثا طويلا عن هؤلاء المؤرخين وضرب أمثلة عديدة لأقوال بعضهم وناقشها مناقشة دقيقة واضطر إلى دفعها أخيرا ، أما المؤيد فى الدين فقد كتب ماكتبه فى سيرته ، وتحدث عن الامام والوزراء بما تحدث به دون أن يتطلع الى سنفعة يبتغيها أو يخشى أذى يلحق به ، فكانت كتابته على هذا النحو جديدة على التاريخ الاسلامى ، ويكفى أن تقرأ قول المؤيد عن حالته النفسية قبل أن يدخل مصر ويعد أن استقر بها لتدرك أن المؤيد كان صادق اللهجة فى حديثه ، دقيقا فى نعبيره عن شعوره وإحساسه . قال المؤيد . ولما حصلت بالحضرة الشريفة على النصبة المقدم ذكرها ، كنت استصحبت إليها من البضاعة ما كانت تحدثنى نفسى أنه به أفلح ، وبه يكون توجهى تقدمى ، ومنه أطأ فوق النجوم بقدمى لكون متجرى فيها ربيحا وسعى نجيحا، 1) صفحة83 وما بعلها.
[15]
পৃষ্ঠা ১৯