============================================================
لعل المؤيد انصل ببعض كبار رجال الدعوة فى عصره وأخذ عنهم ، وربتما اتصل بأحمد حيد الدين الكرساتى الذى لقب بحجة العراقين ، والذى يعد من اكير فلاسفة المذهب وعلمائه ، فقد شاهد المؤيد فى صياه السنوات الأخيرة من حياة الكرسانى ، قريما اتصل به، وأخذ عنه شيئا من العلوم التى أهلته لأن يبلغ ما بلفه من علوم الدعوة حى وصف نفسه بقوله لاسامه المستنصر بالله * وأنا شيخ هذه الدعوة ويدها ولسانها ومن لا يمانلى أحد فيها (1) .
و مهما يكن من شي فانا نستطيع أن نستخلص من كتبه التي بين آيدينا آنه ولد في شيراز حوالي سنة 390 ه(4) ، وأنه تدرج فى مراتي الدعوة حى صار حجة جزيرة فارس ، وعرف بنشاطه فى الدعوة لمذهبه حتى أوغر صدور ججهور أهل السنة ، وصدر الملك أى كاليجار البويهى، حى إذا كان سنة 429 * عزم الملك على نغى المؤيد من شيراز على نحو ما رواه المؤيد فى سيرته . ونترك المؤيد يروى حياته بعد ذلك ، وكيف استطاع أن يتقرب إلى ابي كاليجار ، بل كيف أقنع الملك إلى الاستجابة إلى دعوته ، وأن يتخنه المؤيد تلميذا له ف أمور دينه ، ثم كيف ثار جمهور أهل السنة فى فارس واستعانوا بالخليفة العباسى فى بغداد الذى اضطر إلى أن يهدد أيا كاليجار بالاستغائة بالسلجوقيين ، فاضطر أبو كاليجار إلى أن بعد المؤيد عنه ، كما اضطر المؤيد إلى أن بهرب من قارس وأن يفر إلى سصر سنة 438 5.
ح يحدثتا المؤيد عن حيانه فى مصر وعن علاقته يبعض الوزراء ورجال بلاط المستنصر بالله ، ويذكر المؤيد فى صراحة أن المستنصر بالله الامام الفاطمى كان ألعوبة فى أيدى رجال دولته ، وأنه كان محجورا عليه ، وأن أم الاسام ووكلاءها كانوا هم المتصرفون فى أمر البلاد ، ففى حديث المؤيد إلى أبى سعد التسترى "ليها الشيخ : اعلم أنه ما مجتنى ديارى من فمها الا تكشفأ بخسمة هذه الدولة العلوية ، وتخوفا من الجبهة العباسية ، وتسللا من فتنة كاد شرها يهلكنى وغرقها يدركنى ، لا أننى لسعت بحمم الاملاق فأويت إلى درياق الانتفاع
والارتفاق ، فما الداعى إلى قصدى هذا غير داعى الايمان ، وما المقصود إلا صاحب الفصر الذى هو إمام الزمان دون الوزراء والوسائط والأعوان ، فان كان هذا المقصود يعلم أنى انا الرجل الذى فيه أخرجنا من ديارنا وأبنائنا -كما قال الله تعالى - وهو يأنف على من لقائه بلحلة ، ومن خطايه فما يشرح الصدر بلفظة ، فيختنصر أولى بان يقام في خدمته على ساق ، وأوقع سنه من مواقع استحقاق ، وإن كان لوجهه إلى التفاتة غير أن عنده وجها عنى يلفته ، وللسانه سعى مخاطبة سوى أن له مسكتأ عن خطابى يسكته ، فلا خير (1) واجع ص 099 -(2) ديوان الؤبد فى الدين داعى الدعاة ص 21 وما بعدها .
[14]
পৃষ্ঠা ১৮