نال دياب شهادة الليسانس ولم تمض إلا أشهر قلائل حتى عين بالنيابة العامة.
وبدأ يفكر في الزواج يشجعه أبوه وأمه على ذلك، وبخاصة أنه كان مستقرا على العروس التي سيخطبها.
فقد استطاع بعد تعرفه بدينا أن يصل إليها في الجامعة الأمريكية، ونشأ بينهما ما ينشأ بين كل شاب وفتاة يجد كل منهما في الآخر ما يرضي مشاعره ومنطقه وعقله جميعا.
وفي حفل صاخب انتهز فيه مراد الفرصة ودعا كل ذي مكانة أو شأن أو مال أو صلة تمت الخطبة والوالدان والأمان سعداء غاية السعادة.
أما أيمن فقد توكأ في دراسته حتى وصل إلى كلية التجارة لاهثا، وكان أبوه يحرص على أن يتصل به أو بأمه مرة أو مرتين في الأسبوع ليتأكد أنهما في غير حاجة إلى مال.
فإن يكن مراد مسعورا في المال إلا أنه حريص كل الحرص أن يكون ابنه الذي ينتسب إليه في مظهر لائق بين زملائه ومن يعرفونه.
وربما كان هذا الحرص في ذاته مكملا لمعالم السعار المالي الذي يتمتع به.
فإن مظاهر الأبناء ما هي إلا لافتة لآبائهم، ومراد في حاجة جائحة أن تكون عناصر الأبهة جميعها متوافرة له فيما يستطيع أن يسعى سعيه في الوساطات، ويستطيع أن يحافظ على صلاته بذوي الشأن والسلطان.
ولهذا لم يكن غريبا أن يشتري لأيمن سيارة يوم دخل الجامعة كما فعل لدياب من قبل.
فهو يعلم بخبرته أن السيارة في الجامعة أصبحت منتشرة، وأنه من العار ألا يكون ابن مراد طلبة دون سيارة مهما يكن مطلقا لأمه. فزملاؤه لا شأن لهم بما بين الأب والأم، وإنما لهم الشأن كل الشأن إن كان زميلهم ذا وفرة في المال والوجاهة.
অজানা পৃষ্ঠা