Silsilat Al-Adab - Al-Munjid
سلسلة الآداب - المنجد
জনগুলি
التهنئة بالمولود
وأما بالنسبة لمواضع أخرى من التهنئة أيضًا: التهنئة بالمولود، لكن لم يرد في هذا -والله أعلم- شيء مرفوع إلى النبي ﷺ، ولكن ورد أن الحسن رحمه الله تعالى قد هنأ بذلك، فقد روى ابن عساكر أنه جاء رجل عند الحسن وقد ولد له مولود، فقيل له: يهنيك الفارس، فقال الحسن: [وما يدريك أفارس هو أم بغَّال؟ -أي: الذي يركب البغل، أي: لعله يكون بغالًا- ولكن قل: شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره]، وهذا على فرض ثبوته عن الحسن -فإن السند يحتاج إلى معرفة صحته- لا يعدو أن يكون دعاء واردًا عن بعض السلف، فلا يرقى إلى سنة تحفظ وتقال وتعتبر كذكر من الأذكار بهذه المناسبة، لكن إن دعا بها اتباعًا أو اقتداءً بـ الحسن ﵁ إذا ثبت عنه ذلك، فهو أمر حسن ما دام أنه لا يعتقد أنها سنة ولا يعتقد أنها حديث مرفوع ولا أنها من كلام النبي ﷺ، فهو دعاء طيب، فقد دلت الأحاديث المتقدمة في مسألة الدعاء بالبركة على أن الدعاء بالبركة للشخص إذا جاءه أمر يسره من مال أو مولود أو توبة أو علم.
فمن عموم هذه الأشياء يؤخذ أنه إذا حصل له مولود -مثلًا- فإنه يدعى له بالبركة فيه، كما قال الحسن: [شكرت الواهب بورك لك في الموهوب وبلغ أشده ورزقت بره].
ولو رد عليه الآخر وقال -مثلًا-: وبارك الله لك أو بارك فيك، أو جزاك الله خيرًا وأجزل ثوابك ونحو ذلك من الردود الطيبة فهو أمر حسن، وليس في هذا نص مرفوع إلى النبي ﷺ.
والله أعلم.
3 / 7