শহীদ ধর্মান্ধতা: ঐতিহাসিক উপন্যাস
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
জনগুলি
وإذ ذاك رجع جاليو، فاصفر وجه كاترين لما رأته منفردا، ولم تتمالك أن صاحت تقول: عجبا لك يا مسيو دي نرساك! كيف عدت وحدك؟ فأجابها: وا أسفاه!
قالت: ألم تقل للأمير؟
أجاب: بل قلت له إنك تعيدين إليه حريته الشخصية. فعهد إلي بنقل كلماته إليك، قال: «إن امتنانه عظيم جدا، ولكنه يستحيل عليه أن يخرج من سجنه مغادرا فيه شرفه؛ لأن حريته الشخصية تكون في هذه الحالة مسبة له وعارا، وإنما ينبغي أن ينالها باشتهار براءته ومعاقبة الذين اتهموه كذبا.»
وهنا تبسم جاليو، وكان استياء الكل عظيما، ولقد ظنت كاترين أن قبضها على السلطان يخولها السيادة، ولم يخطر في بالها أن سجينا واحدا قد يأمرها وهو في غيابة السجن. أما آل جيز فظنوا أن الأمير يغبط نفسه إذا خرج من محبسه سالما، وتكفيه سلامته بعد أن كاد ينفذ فيه حكم الإعدام. أما سائر رجال الأمير والأشراف فكانوا يأملون أن يقع صلح عام، وهم قد أشاروا على كاترين بعقد ذلك الصلح.
وبقي جاليو دون سواه منشرح الصدر بحمله إلى البلاط تلك الكلمات التي تدل على عظمة وخيلاء، ورأته مرسلين فأعجبت بمحاسنه في ذلك اليوم، ولم توافق زوجها أفنيل حين قال عن جاليو: «ما هذه الوقاحة؟ فإن هذا الوصيف يصلح لذلك المولى الشيطاني .»
ولما زال انذهال القوم وقف المسيو مونمورانسي وقال لجاليو: إن الأمير على خطأ، فامض وقل له: إن الإفراج عنه دليل كاف على براءة ساحته التي سيتضح ظهورها بخروجه من سجنه. فقالت كاترين: على أن الأمير ليس الآن بسجين، والجند الذين يحدقون بمحبسه الأول، هم الآن حراس له يأمرهم وينهاهم كما يشاء.
فأجابها جاليو: مولاتي، إن عزيمة الأمير ثابتة، وهو يدري أنه ليس بسجين، ويدري كذلك أنه لا يوجد اليوم في البلاط من يتجرأ عليه، وأنه قادر على المجيء إليه لينزل منه في منزلته التي لم يغادرها إلا بدسائس الماكرين. لكنه يعتبر نفسه سجينا إلى يوم يعلن مجلس النواب براءة ساحته. فقد اتهم علانية، وحكم عليه علانية، ونصبت المشنقة لإعدامه (وهنا تبسم جاليو)؛ ولذلك لا يرى بدا من إعلان براءة ساحته للجمهور.
وانحنى أمام الملكة، ثم تراجع، واتفق أنه وصل إلى قرب المحامي أفنيل وزوجته مرسلين أثناء رجوعه، ولم يعر المحامي التفاته إليه؛ لأنه كان منصرف الذهن إلى الشئون الهامة التي تجري أمامه. فلم يحفل بوصيف الأمير كوندة. فأخفت كاترين استياءها من إباء الأمير، واستمرت على إنجاز الخطة التي رسمتها في ذهنها من زمن طويل، فقالت: بالنظر إلى قصور ولدنا المحبوب شارل وعجزه عن التصرف الشرعي، نرى من موجبات الشرف ألا نلقي مقاليد السلطة إلى أحد سوانا، ولكننا نروم الاستناد إلى مساعدة أقربائنا، وخصوصا الخدم الأمناء للأسرة المالكة. فانحنى الأشراف أمامها.
وقالت أيضا: ولقد رأينا أن نحدث شيئا من التبديل في المناصب برغم حسن اختيار فقيدنا العزيز فرنسوا. فنحن نرجو من أصحاب المناصب أن يقدموا إلينا مناصبهم لنرى فيها رأينا ونقرها في مواضعها. فقد حاول أعداء أسرتنا الملكية أن يحدثوا شقاقا بيننا، بتحريض ابن عمنا ملك النافار على طلب الوصاية، فأبى ملك النافار بحركة تدل على أنه لا يريد ذلك.
ثم قالت: إلا أن ابن عمنا نسيب كريم، ومن الرعايا الذين يذهبون إلى مساعدتنا بكل قواهم. على أننا ندعو الآن كل من يروم معرفة أوامر الحكومة إلى طلب هذه الأوامر منا ، وبعد ذلك نهضت كاترين وغادرت القاعة، ودخلت مخدعها مصحوبة بملك النافار، وقالت له: لقد أساء أخوك كثيرا في تمثيل هذه الرواية الشائنة.
অজানা পৃষ্ঠা