فلما ولى الملك الظاهر ركن الدين بيبرس البند قدارى الصالحى النجمى وكان من أعظم ملوك الإسلام وممن يتعين على كل ملك معرفة سيرته ضرب دراهم ظاهرية وجعلها كل مائة درهم من سبعني درهما فضة خالصة، وثلثين نحاسا وجعل رنكه على الدرهم وهو صورة سبع فلم تزل الدراهم الكاملية والظاهرية بديار مصر وبلاد الشام الى أن فسدت في سنة احدى وثمانين وسبعمائة بدخول الدراهم الحمويه فكثر تعنت الناس فيها وكان في امارة الملك الظاهر برقوق قبل سلطنته فلما تسلطن وأقام الأمير محمود بن على استادارا أكثر من ضرب الفلوس وابطل ضرب الدراهم فتناقصت حتى صارت عرضا ينادى عليه في الأسواق بحراج حراج وغلبت الفلوس ألى أن قدم الملك الؤيد شيخ عز نصره من دمشق في شهر رمضان سنة سبع عشرة وثمانمائة بعد قتل الأمير نوروز الحافظى نائب دمشق فوصل مع العسكر واتباعهم شيء كثير من الدراهم البندقية والدراهم النوروزيه فتعامل الناس به وحسن موقعها لبعد العهد بالدراهم فلما ضرب مولانا السلطان الملك الؤيد أبو النصر شيخ ، عز نصره الدراهم الؤيدية في شوال منها، ونودى في القاهرة، بالمعاملة بها في يوم السبت رابع عشرين صفر سنة ثمان عشرة وثمانمائة فتعامل الناس بها وقد قال مسدد حدثنا خالد بن عبد الله حدثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال قطع الدينار والدرهم من الفساد في الأرض - يعنى كسرهما وقد تقدم أن الدراهم التي عملها عبد الملك بن مروان ، كان فيها ثلاث فضائل وأنا أقول أن في ضرب مولانا السلطان الملك المؤيد الدراهم المؤيدية ست فضائل:
পৃষ্ঠা ২৫