وجاءه الرد. - لا ... أنا تحت أمرك. - تعال إلى مكتبي بضع دقائق.
وجاء بهجت، وأصيب بالذهول حين رأى زوجته بمكتب رئيس مجلس الإدارة، وأمر أمجد سكرتيره ألا يدخل أحدا إليهم مهما يكن شأنه، وبدأ أمجد الحديث. - بهجت بك، حدث في الشركات اختلاسات حصرتها، فوجدتها تزيد على خمسة وعشرين ألف جنيه.
وانتتر بهجت واقفا؛ فقد كان في عماية تامة عن الأبحاث التي أجراها عليه أمجد، وقال أمجد في هدوء رجل الأعمال المخضرم. - المسألة أكبر بكثير من التمثيليات يا بهجت بك. - ماذا تقصد؟ - أقصد أنك وحدك المسئول عن هذه الاختلاسات والرشاوي التي أخذتها، والتي خسرت الشركة مقابلها مبالغ طائلة . - أنا ؟! - طبعا، كان هناك من يستر عليك، وربما كنت تعطيه بعضا من هذه المبالغ. - أنا أرفض هذا الاتهام ولا أقبله. - وأنا كنت أنتظر منك أن تقول هذا؛ ولهذا رجوت السيدة العظيمة حرمكم أن تشرفني بالحضور اليوم.
وقال بهجت في محاولة متبجحة: وزوجتي ما شأنها بعملي؟
وظلت كريمة على صمتها وقال أمجد: بل الشأن كله شأنها؛ أولا الذي عينك موظفا في هذه الشركة هو المرحوم والدها، وثانيا الأسهم التي وثبت بها إلى عضو مجلس إدارة ثم إلى عضو منتدب أسهمها هي، وإن كانت تنازلت عنها لك، والخسارة التي وقعت للشركة بسبب الاختلاسات أصابت أسهمها، كما أصابت أسهم جميع أصحاب الأسهم في الشركة، وأولا أيضا ولا أقول ثانيا أن كريمة هانم وهي من هي لن تقبل لوالد عطاء أن يدخل السجن.
وقاطعه بهجت مذعورا.
ولم تملك كريمة نفسها هي أيضا أن تقول في لهفة: السجن يا أمجد بك؟
وفي هدوء وجه أمجد حديثه إلى كريمة غير ملق بالا لبهجت، وكأنه غير موجود. - هذه أسهم المساهمين وأموال ناس وليست أموالي وحدي يا كريمة هانم، فإما أن أدخل أنا السجن وهذا غير معقول؛ لأنني لم أنتهب شيئا، وإما أن يدخل بهجت بك السجن. وقبل أن تجيبي اقرئي هذا التقرير ولا داعي أن تدخلي في التفاصيل؛ فكل كلمة ستقرئينها عندي ما يثبتها، وما يدخل بهجت بك السجن لا محالة.
وأخذت كريمة الملف من أمجد، وهو يقول: التقرير في الصفحات الأولى وهي ثلاث، والأوراق الأخرى المستندات، يكفي أن تطلعي على التقرير.
وراحت كريمة تقرأ ومنذ اللحظات الأولى أخذت الدهشة تنتاش وجهها، وكانت ترفع رأسها ناظرة في احتقار إلى بهجت أو في ذهول كسيف لأمجد، حتى إذا أتمت القراءة ضمت دفتي الملف، وقدمته إلى أمجد قائلة: طبعا أنت لا تتوقع مني أي تعليق.
অজানা পৃষ্ঠা