* [الفصل الخامس] ه فصل * فى مضامة الحركات ولامضاتها
من عادة الناس أن يقولوا مرة فى كل حركة تتم فى زمان أقصر ، إنها أسرع. فيقولون : إن هذه الاستحالة كانت أسرع من (2) هذه النقلة ، فيكون معنى الأسرع فى هذا الموضع هو الذي ينتقل إلى الغاية فى زمان أقصر ، وأن يمتنعوا مرة أخرى عن أن يقولوا : إن (3) حركة السلحفاة من مبدأ شبر (4) إلى منتهاه فى ربع ساعة ، هى أسرع من حركة الفرس فرسخا فى ساعة ، بل يعدون حركة السلحفاة بطيئة ، وإن (5) كانت تبلغ المقصد أو تنتهى إلى السكون فى زمان أقصر ، ويعدون حركة الفرس سريعة ، وإن كانت طويلة الزمان إلى المنتهى. فيجب أن يكون لهذه (6) السرعة وهذا البطء معنى آخر غير الأول ، وهو أن السريع هو الذي يقطع من المسافة أو مما يجرى (7) مجرى المسافة ما هو (8) أطول فى زمان مثل (9)، أو الذي (10) يقطع المثل فى زمان أقصر. فيجب إذا أردنا (11) أن نقايس بين حركتين فى السرعة والبطء ، أن يكون ما فيه الحركة مراعى ، فإن أمكن بين الشيئين اللذين فيهما الحركة مقايسة بالزيادة والنقصان والاشتداد والضعف ، أمكنت المقايسة بين الحركتين فى السرعة والبطء ، والمقايسة بين الشيئين فى الزيادة والنقصان. والمساواة فى الكمية (12) هى (13) على وجهين : أحدها بالفعل ، والآخر بالقوة ، أما الذي بالفعل فأن (14) يكون انطباق (15) أحدهما ممكنا بالآخر ، حتى ينطبق كله على كله ، وينطبق (16) الطرفان إن كان لها طرفان على الطرفين بالفعل ، أو يفصل أحدهما على مطابق الآخر ، فيكون فى الأول مساواة ، وفى الثاني تفاوت بزيادة ونقصان. والوجه (17) الثاني الذي بالقوة وهو أن لا يكون المقداران (18) بحيث يمكن أن يكون بينهما مطابقة وفصل ، مثل مستقيم ومستدير ومثل مثلث ومربع. فظاهر أنه لا ينطبق المثلث على المربع هذا الانطباق ، ولا المستقيم على المستدير ، لكن قد يظن
পৃষ্ঠা ২৭৬