عند ذلك قال طباع الديك: منك تعلمنا أيضا مكارم الأخلاق ...
فابتسم المعلم ابتسامة غامضة وقال: دعونا من الكلام، عندي مهمة، فمن منكم يقبل القيام بها؟
فبادروا قائلين: نحن رهن الإشارة!
وتساءل طباع الديك: ما هي المهمة يا معلمي؟
فقال الديناري باسما: إنها سر من الأسرار.
همدت ألسنتهم. تذاكروا ما عرف عنه من غرابة الأطوار. تذكروا الغموض الذي يخالط وضوحه. حذروا بغريزتهم أن يقعوا في شرك لا قبل لأحدهم به. وسر الديناري بصمتهم فقال: إنها تتطلب أول ما تتطلب الطاعة العمياء!
وضح القلق في حركات طباع الديك المتوترة ولكنه تجاهله قائلا: قد يحيق الهلاك بمن يتصدى لها، لا يجوز إخفاء ذلك عنكم، فإذا وفق فاز بالمكانة اللائقة، وإن هلك تعهدت أهله بالعناية.
وخرج طباع الديك من صمته فقال: يا معلمي، لقد خدمتك منذ ...
ولكن المعلم قاطعه متسائلا: من منكم يقبل المهمة؟
من غشاء الصمت الثقيل انطلق صوت يقول: خدامك يا معلم!
অজানা পৃষ্ঠা