ربما ترى إنسانا في الأربعين أو دونها وقد ضعف جسمه وذبل وجهه وانحنت قامته وغلبه الهم وشاع في نفسه اليأس. وربما ترى رجلا بلغ السبعين أو جاوزها وهو صلب العود معتدل القوام ناضر الوجه طماح همام، يعمل عقله وتبطش جوارحه في غير فتور. فلا ريب أن الأول شيخ وإن عد من السنين أقل، وأهرم وإن احتج بقرب المولد، والثاني أقرب إلى الشباب وأدنى إلى الفناء، شاب وإن عد السبعين، وفتى بمظهره ومخبره على رغم السنين. ولله در أبي الطيب حين يقول:
وفي الجسم نفس لا تشيب بشيبه
ولو أن ما في الرأس منه حراب
لها ظفر إن كل ظفر أعده
وناب إذا لم يبق في الفم ناب
يغير مني الدهر ما شاء غيرها
وأبلغ أقصى العمر وهي كعاب!
ولله در القائل:
يا هند هل لك في شيخ فتى أبدا
وقد يكون شباب غير فتيان؟
অজানা পৃষ্ঠা