لا ندري أين المنزل، ولكن نسمع صلصلة الجرس الذي يهدي القافلة الحائرة، ويدعو إلى الطريق السابلة.
رحم الله حافظا الشيرازي:
ماز منزلگه مقصود بي خبريم
أين قدرهست كه بانكك جرسي مي آيد
الخميس 24 رجب/11 مايو
أساليب العجمة في اللغة العربية
تقرأ أحيانا وتسمع لغة ألفاظها عربية، ولكن تركيبها وسبكها أعجمي، وأخيلتها وصورها غريبة كل الغرابة. وأسباب هذه العجمة واضحة؛ فأكثر الأفكار والأخبار تأتينا من غير العرب، ونحن في ترجمة مستمرة عاجلة، لا يتسع الوقت لإجادتها وصوغها على أساليب العربية، أو لا يتسع لهذا علم المترجمين، وترجمة الأخبار كل ساعة على عجل تضطر المترجم إلى أن يقابل ألفاظا بألفاظ غير معني بسلامة التأليف ولا مقارب ذوق اللغة.
وكثير من مؤلفينا وكتابنا يعرفون لغات أعجمية، ويولعون بالقراءة فيها والنقل عنها، إلى كثير ينزحون إلى بلاد غير عربية يقيمون فيها سنين ويعاودونها بين الحين والحين. وهؤلاء تغلب عليهم لغة عجمية فإذا تحدثوا أو كتبوا قابلوا ألفاظها وجملها أو عباراتها بألفاظ لا يقبلها صرفنا، وجمل لا يقرها نحونا، وعبارات لا ترضاها بلاغتنا، بله الصور الغريبة والاستعارات العجيبة. حتى صار من يعرف اللغات الأعجمية المشهورة يدرك حين يسمع هذه العربية الألفاظ والجمل الأصلية التي ترجمت بها هذه الألفاظ في العربية. وإذا استقرت الكلمة أو العبارة بكثرة النشر صعب زجر الناس عنها وعسر إنقاذهم منها.
وكم بينت للطلاب والكتاب أن قولهم: «مع أن الأمر كذلك إلا أنه» عبارة أعجمية تحاكي عبارة في الفرنسية والإنكليزية، وأنها تأبى على الإعراب في العربية، ولكن مضى كثير من الناس عليها.
وليت شعري ما معنى قولهم: «الروح المعنوية» أيمكن أن تكون الروح حسية؟ وأمثال هذا من ضرب الرقم القياسي ونحوه. والأمر في حاجة إلى التنبيه الدائم والتصحيح المستمر وأن يعنى الكتاب والمترجمون بمعرفة لغتهم معرفة تحول دون غلبة العجمة على ألفاظها وأساليبها.
অজানা পৃষ্ঠা