الإثنين 21 ذي القعدة/4 سبتمبر
وما أقرانها إلا الطعام
للإنسان مطالب جثمانية وأخرى روحانية، والسعيد من عادل بين مطالب الجسم والروح، فلم يخل بعضها ببعض.
يعمل لصحة جسمه وقوته ونشاطه لينيل الروح مقاصدها، وييسر لها مطالبها من العلم والفكر والرقي والسعي على الأرض بالحق والعدل وما إلى هذه المقاصد الخيرة.
فمن أخل بمطالب الروح أو نسيها ولم ير إلا مطالب جسمه، فهذا كما قال القرآن:
يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام . وفي الحديث النبوي: «إن المؤمن يأكل في معى واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء.» هذا يأكل ليقيم أوده فيؤدي في هذه الحياة عمله، وهذا يأكل وليس له هم إلا لذة الأكل وما يتصل بها.
وإذا لم يكن للروح على الجسم سلطان ولا لها في أعماله هداية، تمكنت البهيمية فغلا الإنسان في متعة جسمه. وفي هذا الغلو حتفه، فهو يأكل ما يلذ حتى لا يجد مساغا لطعام، وحتى تأخذه الكظة فيعالج جسمه حتى يفيق من تخمته، فيعاود لذة الطعام، وهكذا دواليك بين لذة الطعام وألمه، وانتظار المآكل، وانتظار الإفاقة منها.
وهذا المرض العارض بعد كل وجبة، ينشئ مرضا دائما يفيت لذة الطعام، وربما يفضي إلى الحمام. فبعض الناس في حرب من طعامه وشرابه، حتى يهوي قتيل شرهه في معترك فيه الأسنان سيف وسنان.
ورحم الله أبا الطيب، يقول في بعض أهل زمانه:
بأجسام يحر الطعن فيها
অজানা পৃষ্ঠা