أقول: اعلم أن العالم وهو ما سوى الله تعالى محدث، لأنه متغير، وكل متغير حادث، وحينئذ يستحيل أن يكون الباري تعالى وتقدس متمكنا في مكان، لأن العراء عن المكان ثابت في الأزل، إذ هو غير المتمكن، وقد تبين أن ما سوى الله حادث، فلو تمكن بعد خلق المكان لتغير عما كان عليه، ولحدث فيه مماسة، والتغير وقبول الحوادث من أمارات الحدث، وهو على القديم محال (1)، وإلى هذا أشار بقوله: «فقبل خلق العرش أين كان الله؟» (2) وذهبت المشبهة والمجسمة والكرامية إلى أنه تعالى متمكن على العرش، واحتجوا بقوله تعالى: ?الرحمن على العرش استوى? [طه: 5]، وبأنه موجود قائم بنفسه، والعالم موجود قائم بنفسه، ولن يعقل القائمان بأنفسهما من غير أن يكون أحدهما في جهة من صاحبه.
পৃষ্ঠা ৭৬