الحديث الخامس [من مات ولا يشرك بالله شيئا دخل الجنة]
بإسناده عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «من مات ولا يشرك بالله شيئا- أحسن أو أساء- دخل الجنة.
شرح:
قوله: «ولا يشرك بالله» جملة حالية منفية ولذا جاء «الواو» في هذا الحديث وترك في الحديث الحادي والثلاثين [1] . وتنكير «الشيء» مع وقوعه في سياق النفي يفيد العموم؛ فمعناه: لا يشرك بالله شيئا في شيء من الذات والصفات والأفعال، بأن يعتقد أن لا ذات متأصل سواه ولا وجود حقيقي لما عداه ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا [2] ولا حول ولا قوة الا بالله.
ولا شك، ان هذا الاعتقاد مما يوجب دخول «الجنة» وهي «الكون مع الله» والحكم [3] بفناء الكل وهلاكه، سوى وجه الله. وأما المعتقد بهذه العقيدة، المسيء بارتكاب الأفعال القبيحة أو الاتصاف بالصفات الذميمة، فيحتمل أن يعاقب بحرارة النار أولا لسيئته ثم يدخل الجنة، ويحتمل عدم العقوبة بسبب المغفرة لقوله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [4] والعلم عند الله.
পৃষ্ঠা ৩০