(الإعتبار): هو قياس بعض الأمور ببعض.
و(الأمة): هم طبقة الخلق في كل وقت، والجماعة العظيمة أمة من
الناس لا يكون ذلك إلا بقرينة، ومجموعهم أمم، والأمة: القامة، والأمة: الدهر من الدهور والحين، وأمة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- هم الذين بعث إليهم عرفا وشرعا، والأصل هم الذين بعث فيهم.
[بيان دلالة الغمام على قدرة الله عز وجل]
ودلالة الغمام على الله -تعالى- من وجوه:
أحدها: خلقه له بعد أن لم يكن، فلا بد له من محدث لمشاركته أفعالنا في الحدوث، وعلمنا بحاجتها إلى المحدث، فلا بد له لأجل ذلك من محدث وليس إلا الله -سبحانه- لأنه جسم ولا يصح وجود الأجسام من القادرين بقدرة.
وثانيها : تصعيده له في الهواء مع ثقله - أعني الغمام ، ونحن نعلم أن الثقيل يجب هويه أو استقراره إن لم يمنعه مانع، ولا يصعد إلا أن يرفعه فاعل مختار.
ومنها: بسطه له في السماء واستقراره في الهواء، ولو كان صعوده مع إستحالة ذلك لعلة في التقدير لوجب صعوده أبدا لأن العلة لا توجب أمرين مختلفين، كما يعلم أن الثقل يوجب الهوي أبدا، ولا يوجب الصعود أصلا.
ومنها: حركته ومسيره من جهة إلى أخرى، فلا بد له من مسير.
ومنها: إمساك الماء فيه مع رقته وضعفه، وثقل الماء وقوته.
ومنها: ما يحدث فيه من الأصوات العظيمة التي ربما أهلكت، فلا بد لذلك من فاعل.
ومنها: إجتماع البرق الذي هو نار، مع الماء الذي هو محل ضدها،
ولا يجتمعان في مجرى العادة إلا للقادر لذاته وهو الله -سبحانه- لأن الجمع بين محليهما وبقائهما على حالتهما يستحيل من القادرين بقدرة.
[ذكر الغمام وعظيم قدرة الله فيه]
ثم أعاد ذكر الغمام وعظيم قدرة الله فيه.
[3]
عجيبة يعذر فيها من عجب .... في حمله الماء فلم لا ينسكب
قبل بلوغ أرضه حيث ندب .... لو خالف الله عصاه فغضب
পৃষ্ঠা ৬৩