244

শারহ রিসালা নাসিহা

شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضحة

وإذ قد فرغنا من الكلام في بطلان مذهب المخالفين من الخوارج

والمعتزلة والإمامية ومن انضاف إليهم من شذاذ الأمة والمنتسبين إليها من الناصبين للإسلام المكائد بالدخول فيه إيهاما من غير حقيقة لإظهار الله -سبحانه وتعالى- كما وعد على يد نبيئه دينه على الدين كله، والله -تعالى- متم نوره ولو كره الكافرون، وكيف يتم مرام الكائدين، وقد جعل الله في كل وقت من الأوقات من أهل نبيئه الصادقين وأتباعهم من المستبصرين - صلى الله عليه وعليهم أجمعين- من يفل شباهم ويخبر الناس أنباءهم، وذلك ثابت فيما روينا عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- أنه قال: ((إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام وليا من أهل بيتي موكلا يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله([16]))) والحمد لله الذي جعلنا رجوما لشياطين هذا الدين، ورد بنا عنه كيد الكائدين، حمدا كثيرا.

[الكلام في وجوب قصر الإمامة على أولاد البطنين واشتراط المنصب]

فلنتكلم على صحة مذهبنا كما وعدنا معتمدين على الإستعانة بالله -تعالى- والإستهداء له لما يقرب منه ويوجب الزلفة لديه إنه قريب مجيب: وقد تقدم ذكر مذهبنا بكماله في أن الإمامة بعد علي وولديه الحسن والحسين -عليهم السلام-، مقصورة على من قام ودعا من أولادهما المنتسبين بآبائهم إليهما، وهو جامع لخصال يجب إعتبارها بعد هذا المنصب الشريف هي: العلم، والورع، والشجاعة، والسخاء، والفضل، والقوة على تدبير الأمر بالعقل والرأي، والسلامة من الآفات المانعة من ذلك كزيد بن علي -عليه السلام- ومن حذا حذوه من العترة الطاهرة -عليهم السلام-.

পৃষ্ঠা ২৮৩