190

শারহ নাহজ বালাঘা

شرح نهج البلاغة

সম্পাদক

محمد عبد الكريم النمري

প্রকাশক

دار الكتب العلمية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

১৪১৮ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

فلما وصل كتابهما ، ساء عليا عليه السلام وأغضبه ، وكتب إليهما : من علي أمير المؤمنين إلى عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران : سلام الله عليكما ، فإني أحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو ؛ أما بعد ؛ فإنه أتاني كتابكما تذكران فيه خروج هذه الخارجة ، وتعظمان من شأنها صغيرا ؛ وتكثران من عددها قليلا ؛ وقد علمت أن نخب أفئدتكما ، وصغر أنفسكما ، وشتات رأيكما ، وسوء تدبيركما ، هو الذي أفسد عليكما من لم يكن عليكما فاسدا ، وجرأ عليكما من كان عن لقائكما جبانا ، فإذا قدم رسولي عليكما ، فامضيا إلى القوم حتى تقرآ عليهم كتابي إليهم ، وتدعواهم إلى حظهم وتقوى ربهم ، فإن أجابوا حمدنا الله وقبلناهم ، وإن حاربوا استعنا بالله عليهم ؛ ونابذناهم على سواء ؛ إن الله لا يحب الخائنين .

قالوا : وقال علي عليه السلام ليزيد بن قيس الأرحبي : ألا ترى إلى ما صنع قومك ! فقال : إن ظني يا أمير المؤمنين بقومي لحسن في طاعتك ، فإن شئت خرجت إليهم فكفيتهم ، وإن شئت كتبت إليهم فتنظر ما يجيبونك . فكتب علي عليه السلام إليهم : من عبد الله علي أمير المؤمنين ، إلى من شاق وغدر من أهل الجند وصنعاء . أما بعد ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، الذي لا يعقب له حكم ، ولا يرد له قضاء ، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين .

وقد بلغني تجرؤكم وشقاقكم وإعراضكم عن دينكم ، بعد الطاعة وإعطاء البيعة ، فسألت أهل الدين الخالص ، والورع الصادق ، واللب الراجح ، عن بدء محرككم ، وما نويتم به ، وما أحمشكم له ؛ فحدثت عن ذلك بما لم أر لكم في شيء منه عذرا مبينا ، ولا مقالا جميلا ، ولا حجة ظاهرة ، فإذا أتاكم رسولي فتفرقوا وانصرفوا إلى رحالكم أعف عنكم ، وأصفح عن جاهلكم ، وأحفظ قاصيكم ، وأعمل فيكم بحكم الكتاب ، فإن لم تفعلوا ، فاستعدوا لقدوم جيش جم الفرسان ، عظيم الأركان ، يقصد لمن طغى وعصى ، فتطحنوا كطحن الرحا ، فمن أحسن فلنفسه ، ومن أساء فعليها ، وما ربك بظلام للعبيد .

ووجه الكتاب مع رجل من همدان ، فقدم عليهم بالكتاب فلم يجيبوه إلى خير ، فقال لهم : إني تركت أمير المؤمنين يريد أن يوجه إليكم يزيد بن قيس الأرحبي في جيش كثيف ، فلم يمنعه إلا انتظار جوابكم ، فقالوا : نحن سامعون مطيعون ، إن عزل عنا هذين الرجلين : عبيد الله وسعيدا ، فرجع الهمداني من عندهم إلى علي عليه السلام فأخبره خبر القوم .

قالوا : وكتبت تلك العصابة حين جاءها كتاب علي عليه السلام إلى معاوية يخبرونه ، وكتبوا في كتابهم :

معاوي ألا أسرع السير نحونا . . . نبايع عليا أو يزيد اليمانيا

পৃষ্ঠা ৪