شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
شرح نهج البلاغة لمحمد عبده
সংস্করণ
الأولى
প্রকাশনার বছর
১৪১২ AH
জনগুলি
[النص]
ويسمع بأذن غير سميعة. قد خرقت الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه، وولهت عليها نفسه. فهو عبد لها، ولمن في يده شئ منها. حيثما زالت زال إليها وحيثما أقبلت أقبل عليها. ولا يزدجر من الله بزاجر، ولا يتعظ منه بواعظ.
وهو يرى المأخوذين على الغرة (1) - حيث لا إقالة ولا رجعة كيف نزل بهم ما كانوا يجهلون، وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون، وقدموا من الآخرة على ما كانوا يوعدون. فغير موصوف ما نزل بهم، اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة الفوت. ففترت لها أطرافهم، وتغيرت لها ألوانهم. ثم ازداد الموت فيهم ولوجا (2). فحيل بين أحدهم وبين منطقه، وإنه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع بأذنه، على صحة من عقله، وبقاء من لبه. يفكر فيم أفنى عمره، وفيم أذهب دهره. ويتذكر أموالا جمعها أغمض في مطالبها (3)، وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها. قد لزمته تبعات جمعها (4)، وأشرف على فراقها، تبقى لمن وراءه ينعمون فيها ويتمتعون بها. فيكون المهنأ لغيره (5)،
[الشرح]
(1) على الغرة بالكسر: بغتة وعلى غفلة (2) ولوجا: دخولا (3) أغمض لم يفرق بين حلال وحرام، كأنه أغمض عينيه فلا يميز. أو أغمض أي طلبها من أدق الوجوه وأخفاها فضلا عن أظهرها وأجلاها (4) تبعاتها بفتح فكسر ما يطالبه به الناس من حقوقهم فيها، وما يحاسبه به الله من منع حقه منها وتخطي حدود شرعه في جمعها (5) المهنأ ما أتاك من خير بلا مشقة
পৃষ্ঠা ২১২