الخمسة التي ثباتها فيها علامة الرفع، وسقوطها علامة الجزم والنصب.
***
وأما قولنا: «ومنها أربعة تختص بالفعل من أوله. وهي: قد، ولو، والسين، وسوف».
فإن «قد» معناها التقريب والتوقع مع الماضي، مثل: قد فعل. والتقليل مع المستقبل، مثل: قد يفعل.
و«لو» معناها امتناع الشيء لامتناع غيره، مثل: لو جئتني جئتك. فالمجيء الثاني امتنع لامتناع المجيء الأول. ولو دخلت «لم» عليها وعلى جوابها لانقلب المعنى فيها، وكان معناها وجود الفعل لوجود غيره. كقولك: لو لم تجئني لم أجئك، فقد كان المجيئان [جميعًا]. ولو كانت «لم» مع الأول دون الثاني مثل: لو تجئني لجئتك، لكان الأول قد وقع والثاني لم يقع. وعكسه عكس هذا المعنى، كقولك: لو جئتني لم أجئك، فالأول لم يكن والثاني قد كان. فاعرف ذلك فإنه من ألطف شيء.
و«السين» و«سوف» معناهما قد ذكر، وهو التنفيس وإخلاص الفعل للاستقبال. ومنه: (ولسوف يعطيك ربك فترضى). ولا يجوز دخول هذه اللام على السين وحدها. لو قلت: إن زيدًا لسيقوم، لم يجز، ويجوز: إن زيدًا لسوف يقوم، كالآية. لأن سوف بكونها ثلاثة أحرف قد خرجت إلى شبه الأسماء، فجاز أن تدخل عليها لام الابتداء.