هذه الأبيات على ما يقتضي الكشف عنه لئلا يحتضن هذا الكتاب ما يلتبس شيء منه. أما قول الشاعر الأول:
(ترى الثور فيها مدخل الظل رأسه)
فإنه أراد به مدخل رأسه الظل، فقلب الكلام، كما يقال: فأدخلت الخاتم في إصبعي، وحقيقته إدخال في الخاتم وقلب الكلام
ــ
"الفائق" - واللف أكل الأخلاط من الطعام، والاشتفاف شرب ما في الإناء كله، والبث الحزن. قيل [وهو] يحتمل الذم كما قلناه، وإليه ذهب المصنف، ويحتمل المدح أيضًا، بأن يراد أنه لا يمنع حق العيال ولا يدخر لغد شيئًا ولا يسأل عن حزنها ومرضها المانع له عن مضاجعتها. وهو بعيد. وفي "شرح مسلم للنووي": اللف في الطعام الإكثار منه مع التخليط من صنوفه حتى لا يبقى شيئًا، والاشتفاف في الشرب أن يستوعب جميع ما في الإناء، مأخوذ من الشفافة - بضم الشين - وهو ما بقي في الإناء من الشراب، فإذا شربها قيل: اشتفها وتشافها، وقولها: لا يولج الكف إلى آخره. قال "أبو عبيدة": أحسب أنه كان بجسدها عيب بجسدها أو داء تكتئب به لأن البث الحزن. فكان لا يدخل يده في ثوبها ليمس ذلك فيشق عليها فوصفته بالمروءة وكرم الخلق. وقال "الهروي" قال "ابن الأعرابي": هذا ذم له، أرادت وإن اضطجع ورقد التف في
1 / 53