115

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية

জনগুলি

توهم أهل الحلول أنهم يرون الله في الدنيا رأي عين
قال رحمه الله تعالى: [فأما إذا كان السبب محظورًا، لم يكن السكران معذورًا.
وأما أهل الحلول فمنهم من يغلب عليه شهود القلب وتجليه، حتى يتوهم أنه رأى الله بعيني رأسه، ولهذا ذكر ذلك طائفة من العباد الأصحاء، غلطًا منهم].
هذه القاعدة جيدة: (إذا كان السبب محظورًا لم يكن السكران معذورًا) يعني: هؤلاء الذين يعتذر عنهم أحيانًا شيخ الإسلام ابن تيمية بأنهم قالوا هذه الكفريات في حال العوارض، وحال غياب العقل، والسبب في غياب عقولهم هو نزوعهم إلى كثرة العبادة والسهر والعطش والجوع، فهل هذا مشروع؟ هل يشرع للمسلم أن يوقع نفسه في هذا الحد، من أنه يسهر ويعطش ويجوع حتى يفقد عقله؟ إذًا: هم وقعوا في سبب غير مشروع، وإذا كان وقوعهم في السكر وما يعملونه من الأوراد والسماعات والأغاني التي هي أسباب لحضور الشياطين حتى تطيش عقولهم ويقعون في الرقص والهذيان والسكر فهذا أيضًا سبب غير مشروع.
قال رحمه الله تعالى: [وقد ثبت في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان ﵁ أن النبي ﷺ لما ذكر الدجال، ودعواه الربوبية، قال: (واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت)، وروي هذا المعنى عن النبي ﷺ من وجوه أخرى متعددة حسنة في حديث الدجال.
فإنه لما ادعى الربوبية، ذكر النبي ﷺ فرقانين ظاهرين لكل أحد.
أحدهما: أنه أعور والله ليس بأعور.
الثاني: أن أحدًا منا لن يرى ربه حتى يموت، وهذا إنما ذكره في الدجال مع كونه كافرًا؛ لأنه يظهر عليه من الخوارق التي تقوي الشبهة في قلوب العامة].

12 / 5