قال الشيخ الرئيس في التعليقات عند المعتزلة ان الاختيار يكون بداع والاختيار بالداعي يكون اضطرارا واختيار الباري تعالى وفعله ليس بداع انتهى ومع ذلك كما تنسب الوجود والدواعي إلى نفسك تنسب الافعال والاختيار إليك فالفاعل بلا داع له القدرة والكمال ما يكمل به النوع في ذاته ويمسى كمالا أولا كهيئة السيف للحديد أو في صفاته ويسمى كمالا ثانيا كالقطع له أو المراد هنا القدر المشترك بين الجمال والجلال يا من له الملك والجلال المراد بالملك المعنى الأعم من الملكوت أعني المملكة التي هي عالم الوجود لا المعنى المساوق لعالم الظاهر وعالم الشهادة وعالم المادة وعالم الناسوت وغيرها القسيم للملكوت المراد به تارة باطن الكون مطلقا كما في قوله تعالى وكذلك نرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وتارة مقابل عالم الجبروت المراد به عالم العقول ويحتمل ان يكون المراد التسلط والاحتواء بان يكون مصدرا قال في القاموس ملكه يملكه ملكا مثلثة وملكة محركة ومملكة بضم اللام أو يثلث احتواه قادرا على الاستبداد به والجلال قد مضى معناه يا من هو الكبير المتعال الكبير هنا بمعنى العظيم من كبر بالضم أي عظم لا من كبر بالكسر أي طعن في السن مقصور على هو لان المسند المعرف باللام مقصور على المسند إليه كما قرر في المعاني يا منشئ السحاب الثقال أي يا رافعه قال في القاموس نشأ كمنع وكرم نشأة ونشوء ونشأ ونشاءة حيى وربى وشب والسحابة ارتفعت وقال فيما بعد أنشأ يحكى جعل ومنه خرج والناقة لقحت ودارا بدء بنائها والله السحاب رفعه ثم السحاب ليس جمعا فصفته ينبغي ان يتبعه كما في قوله تعالى والسحاب المسخر بين السماء لكن جمع لان المراد به السحاب كما في قوله تعالى وينشئ السحاب الثقال وقوله حتى إذا أقلت سحابا ثقالا وقول الشاعر كان السحاب الغر غيبن تحتها حبيبا فما ترقى لهن مدامع واما كيفية تكون السحاب فهى ان الشمس إذا اثرت بسخونتها في البحار والأراضي الرطبة بخرت منها فإذا صعدت ووصلت إلى كرة الزمهرير واستولت عليها البرودة انعقدت سحابا متقاطرا فالمنعقد هو السحاب والقطرات هي المطر وما ورد ان نزول المطر بفعل الملك لا ينافى قواعد الطبيعيين لان الملك الموكل على الفلك الأعظم المسخر تحت النور القاهر والملك الموكل على فلك الشمس المسخر تحت قاهره المسمى بسهرير على لسان الاشراق الموجب للحركة الجنوبية أو الشمالية والملائكة الآخرين لو لم يديروا الشمس مثلا لم يحصل النجار وهكذا الملائكة المدبرون للجار والنجار وكرة الزمهرير
পৃষ্ঠা ৪৬