من مقامات النفس قال الصادق (ع) ان امرنا هو الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر مستسر وسر مقنع بالسر فقوله (ع) امرنا المراد به أمر الله إضافة الامر إلى أنفسهم (ع) لكونه مقامهم والمراد بالحق هو الحق الإضافي والمراد بالظاهر هو الظاهر الحقيقي لأنه نفس ظهور الحق لا ذات له الظهور كما في الحق الحقيقي والمراد بالظاهر الثاني عالم الظاهر وهو باطن وسر لعالم العقلي الكلى الذي هو الباطن والسر والسر المستسر والسر المجلل بالسر ومن الخفيات مقام الخفى من مقامات النفس مقام الخفا المشار إليه بقوله كنت كنزا مخفيا فأجبت ان اعرف فخلقت الخلق لكي اعرف يا دافع البليات البلية والبلوه بالكسر والبلاء الغم كأنه يبلى الجسم والبلية الناقة يموت ربها فيشد عند قبره حتى يموت كانوا يقولون حتى يبعث عليها صاحبها كذا في القاموس يعنى أهل الجاهلية من يقر منهم بالبعث كان ديدنهم هذا فلا يعلفونها ولا يسقونها حتى تموت سبحانك الخ يا خير الغافرين يا خير الفاتحين يا خير الناصرين الفتوح كلما يفتح على العبد من الله تعالى بعد ما كان مغلقا عليه من النعم الظاهرة والباطنة كالارزاق والعلوم والمكاشفات وفى اصطلاحات العارفين الفتح القريب هو ما انفتح على العبد من مقام القلب وظهور صفاته وكمالاته عند قطع منازل النفس وهو المشار إليه بقوله تعالى نصر من الله وفتح قريب والفتح المبين هو ما انفتح على العبد من مقام الولاية وتجليات أنوار الأسماء الإلهية المفنية لصفات القلب وكمالاته وهو المشار إليه بقوله تعالى انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر يعنى من الصفات النفسية والقلبية والفتح المطلق هو أعلى الفتوحات وأكملها وهو ما انفتح على العبد من تجلى الذات الأحدية والاستغراق في عين الجمع بفناء الرسوم كلها وهو المشار إليه بقوله إذا جاء نصر الله والفتح وتقديم خير الغافرين على خير الفاتحين لكون الغفران علة غائية للفتح كما في الآية والعلة الغائية مقدمة علما مؤخرة عينا كما قيل أول الفكر اخر العمل وتقديم خير الفاتحين على خير الناصرين مع أن النصر في الآية مقدم على الفتح لكون نصر الله معدا للفتح انما هو لشرف الفتح يا خير الحاكمين لكونه تعالى اعدل العادلين يحكم بين عباده بالحق يا خير الرازقين لكونه يرزق بلا امتنان المؤمن والكافر نفوسهم وأبدانهم وأرواحهم وأجسادهم بل الجماد والنبات والحيوان وغيرها ولكونه اعلم بمصالح خلقه فيدبر بعلمه ويرزق كلاما يليق بحاله بخلاف الرازق منار فيعطى أحدا ما فيه هلاكه من النعم الظاهرة أو العلوم
পৃষ্ঠা ৩৭