لكثرتها تأثيرا عظيما في النفس خلصنا من النار أي نار جهنم ونار الفراق كما في دعاء كميل فلئن صيرتني في العقوبات مع أعدائك وجمعت بيني وبين أهل بلائك وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي صبرت على عذابك فكيف اصبر على فراقك وفى مناجاة الشيخ عبد الله الأنصاري س بالفارسية إلهي چون آتش فراق داشتى با اتش دوزخ چكار داشتى أقول انظروا معاشر المحبين كيف ادرج (ع) في هذا الدعاء فراق أحبائه وأوليائه في فراقه والا فالظاهر أن يقال فكيف اصبر على فراقك وفراق أحبائك وأوليائك إشارة إلى أن فراقهم حيث هم أولياؤه ومنتسبون إليه فراقه ولهذا من أحبهم فقد أحب الله ومن أبغضهم فقد أبغض الله وذلك لان أحب شيئا أحب اثاره كما قيل أمر على جدار ديار سلمى * اقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا فالأثر بما هو اثر ليس شيئا بحياله انما هو كالمعنى الحرفي ليس ملحوظا باستقلاله بل هو كالمراة لملاحظة المؤثر كما قال صلى الله عليه وآله من رآني فقد رأى الحق فمحبته عائدة إلى محبته وعداوته عائدة إلى عداوته ولهذا لا يظهر خلوص محبة أحد الا بان يحب أقاربه ومنسوبيه وخوادمه ومحبيه قال تعالى قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ونار محبة الدنيا فان الدنيا باطنه جهنم ان جهنم لمحيطة بالكافرين وان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وروى عن النبي (ص ع ) انه كان قاعدا مع أصحابه في المسجد فسمعوا هدة عظيمة فارتاعوا فقال صلى الله عليه وآله أتعرفون ما هذه الهدة قالوا الله ورسوله اعلم قال حجر القى من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها ومن سقوطه فيها هذه الهدة فما فرغ من كلامه الا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنة فقال رسول الله الله أكبر فعلمت الصحابة ان هذا الحجر هو ذلك وانه مذ خلقه الله يهوى في جهنم فلما مات حصل في قعرها قال تعالى ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولكون باطن الدنيا هو جهنم كان المراد بالورود على النار في قوله تعالى وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا هو الورود على الدنيا ولذا حيث يسئل عن شموله لهم عليهم السلام قال (ع) جزناها وهي خامدة يعنى لم ينشب فينا مخالب الدنيا ولم نقع في اشراكها ولم يتعلق بأذيالنا أيدي علايقها ومرادنا بكون جهنم باطن الدنيا
পৃষ্ঠা ৩০