بسيط الحقيقة محض الوجود وصرف الخير وصرف الشئ واجد لما هو من سنخ ذلك الشئ مجرد عما هو من غرائبه وغريب الوجود ما هو من سنخ العدم بما هو مأخوذ بالحمل الأولى لا بالحمل الشايع الصناعي كان كل وجود حاضرا له أشد من حضوره لنفسه لان نسبة الشئ إلى نفسه بالامكان ونسبته إلى علته بالوجوب فكما لا يشذ عن حيطة وجوده وجود كذلك لا يغرب عن علمه مثقال ذره ولذا قال الحكماء انه تعالى ظاهر بذاته لذاته لكونه مجرد أو كل مجرد عالم بذاته وذاته علة لجميع ما سواه كلياته وجزئياته والعلم بالعلة يستلزم العلم بالمعلول ومثلوا علمه تعالى بالعقل البسيط الاجمالي المنطوى فيه العقول التفصيلية ومعلوم ان المثال مقرب من وجه مبعد من وجوه وقال المعلم الثاني ينال الكل من ذاته فكما انه تعالى بوجود واحد مظهر لجميع الموجودات بنحو البساطة كذلك بعلم واحد يعلم جميع المعلومات وهذا معنى العلم الاجمالي في عين الكشف التفصيلي وكما أن الأشياء مرائي فيضه المقدس ورحمته الواسعة كما قال سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق كذلك هو تعالى عن المثل وله المثل الاعلى كمجلاة يرى بها جميع الأشياء كلياتها وجزئياتها وغيبها وشهادتها كما قال تعالى أولم يكف بربك انه على كل شئ شهيد فذاته تعالى كالصورة العلمية التي بها ينكشف ذو الصورة الخاصة الا ان ذاته تعالى بذاته ما به ينكشف جميع الأشياء لا بصورة زائدة فإذا قلنا هو تعالى يعلم الأشياء عبرنا بالهوية التي هي موضوع هذه القضية عن مقام الكثرة في الوحدة أعني كثرة الأسماء ووحدة المسمى وعن مقام الوحدة في الكثرة أعني رحمته التي وسعت كل الكثرات والمهيات وتلك الرحمة هي امره الذي هو محض الربط به وداخل في صقعه فتم الكلام ولم يبق للعلم الذي هو المحمول معبر عنه علي حده وان غايره بحسب المفهوم بل المعبر عنه واحد عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير فان شئت سم ذلك الواحد ذاتا بلا علم زايد فإنه نفس العلم وعين النورية والظهور قال (ع) كمال الاخلاص نفى الصفات عنه وان شئت سمه علما ولكن بلا ذات ورائه فإنه قائم بنفسه قال (ع) علم كله قدرة كله إذ الحقيقة الواحدة يكون ذات درجات متفاوتة فالعلم قد يكون عرضا كعلم النفس بغيرها وقد يكون جوهرا نفسانيا كعلم النفس بذاتها وقد يكون جوهرا عقليا كعلم العقل بذاته وقد لا يكون جوهرا ولا عرضا بل واجبا
পৃষ্ঠা ১৭