شرح الأربعين النووية لعطية سالم

আতিয়াহ সালেম d. 1420 AH
88

شرح الأربعين النووية لعطية سالم

شرح الأربعين النووية لعطية سالم

জনগুলি

الحوض ومن الميزان إلى الحوض، وبعض العلماء يقول: إنه بعد الصراط والميزان، والقرطبي يرجح أن الحوض قبل هذا كله، لحديث: (أن النبي ﷺ كان في هذا المسجد فأغفى إغفاءة ثم انتبه يتبسم، فقالوا: ما الذي أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت عليّ آنفًا سورة خيرٌ من الدنيا وما فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾ [الكوثر:١-٣]، أتدرون ما الكوثر؟ نهرٌ في الجنة آنيته عدد النجوم)، وفي حديث ذكر حوضه ﷺ. وقالوا في الجمع بين الرواتين: إن الكوثر نهرٌ من أنهار الجنة فيه ميزابان يصبان في حوض رسول الله ﷺ الذي قدره كما بين مكة وبصرى، عليه أكوابٌ عدد نجوم السماء، تربته المسك واللؤلؤ. وهنا جاء الحديث الصحيح عنه ﷺ أنه قال: (إني أمتي يأتون يوم القيامة غرًا محجلين من أثر الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، قالوا: يا رسول الله! كيف تعرف من يأتي بعدك ولم ترهم؟ قال: أرأيتم لو أن لأحدكم خيلًا بهمًا دهمًا، أكان يعرفها من بين الخيول؟ قالوا:بلى)، والغرة: بياض الجبين، والتحجيل: والحجل هو موضع القيد للفرس، أي: في اليدين، فإذا كان الموضع فيه بياض فهو حجل، وهذه علامة خاصة بهذه الأمة. وفي تتمة الحديث: (إن هذا العرض على الحوض هي المفازة الأولى)، فحينما يبعث المنافقون مع المؤمنين والكل معه نوره، ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ﴾ [الحديد:١٢]، فهنا المؤمنون يمضون في طريقهم بأنوارهم، فإذا ما وردوا على الحوض جاءت ملائكة تفرز الناس، فيذودون أقوامًا عن حوض رسول الله لا يردونه، فينادي ﷺ قائلًا: (أمتي أمتي! فتقول الملائكة: إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، إنهم غيروا وبدلوا، يقول ﷺ: فأقول: سحقًا وبعدًا لمن غير وبدل) .

10 / 5