5- الفضيل بن عياض وأولاده ومنها حجر عليه بعد البسملة الهم نور السموات والأرض نور لعبدك الفضيل بن عياض ولولده أبو عبيدة ولولد ولده عمر بن أبي عبيدة نور لهم في قبورهم وألحقهم بنبيهم محمد وآنس وحدتهم وارحم ضرعتهم واجعلهم من الآمنين يوم الفزع الأكبر يا أرحم الراحمين انتهى هذا الرجل الكبير القدر قد اشتهر اشتهارا ليس به خفاء ورسب في بحار المعارف لتحصيل الجواهر وما طفى كان كثير العبادة ملازم الطاعة شديد الغرام بالإقامة في مكة المشرفة والتعظيم لتلك الأماكن المشرفة المكرمة العظيمة قال الراغب في كتابه صيقل الفهم إن الفضيل بن عياض قال وضعت مكة للعبادة والتوبة والحج والعمرة وأعمال الآخرة ولم توضع للتجارة ولا يغرنك أقوام اتخذوا فيها حوانيت ويقولون نحن مجاورون قد أعياهم الكسب في بلادهم فصاروا فيها تجارا كذبوا ما هم بمجاورين إنما المجاور من هو مقيم للعبادة ولعمل الاخرة فينفق من فضل الله ما اتاه اله لا يتكسب فيها ولا يشغل نفسه بالكسب فيها ولئن ترجع إلى بلدك فتبيع وتشتري فيها وتحج في عشرين سنة حجة أحب إلي من أن تكون مقيما وتحج وتعتمر كل سنة وتشتري وتبيع فيها انتهى كلامه وذكر أن في تلبية بعض أهل الجاهلية جئئناك للفصاحة ولم نأت للرقاحة والرقاحة بفتح الراء والقاف وحاء مهملة هي الكسب والتجارة يقال فلان يترقح لعياله أي يكتسب وترقيح المال صلاحه والقيام عليه وكان للفضيل ولد اسمه علي قال أبو علي الرازي صحبته ثلاثين سنة فما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي فسألته عن ذلك ؟ فقال إن الله أحب أمرا فأجبته قال العلماء لم يكن عند الفضيل من الكمال ما يجمع به بين الرضا بقضاء الله وبين رحمة الابن كما فعل النبي في قصة ولده إبراهيم فإنه لكماله جمع بين الرضى بقدر الله وبين رحمة الطفل لما رآه يجود بنفسه
পৃষ্ঠা ৭৫