وبعضهم يقول إن علم علم على جبل مخصوص في بلاد بني عامر وينشد قول المجنون خليلي لا والله لا أملك البكاء إذا علم من أرض نجد بدا ليا وقالت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمي في اخيها وإن صخرا لتأتم الهداة به كأنه علم في رأسه نار جواب قاصية حزاز ناصية عقاد ألوية للخيل جرار حامي الحقيقة محمود الخليقة مهدي الطريقة نفاع وضرار وإن صخرا لمولانا وسيدنا وإن صخرا إذ لم نسق لنحار وقد عاب العسكري في بعض تصانيفه البيت الثاني من هذه الأبيات وذلك على قاعدة العسكري المعروفة وعادته المألوفة في تنقيصه لفضل الفضلاء وازدرائه لفعل النبهاء العقلاء سامح الله لنا وله وعفا وتجاوز ما غفل به كل واحد وهفا نعم قد ينكر على من نظم صفة الحسن في مثل هذه الأبيات الرائقة قولها في رأسه نار وهي تشير به إلى العلم الذي شبهت به صخرا فصار كأن صخرا في رأسه نار وفيه بعض شيء من بشاعة اللفظ ولنا عن هذا أجوبة كثيرة ولهذا المعنى احترزت في قولي من جملة قصيدة كتبتها إلى بعض ملوك أهل هذا العصر هل العلم العالي الذي في علوه من الله نور للبرية هاديا فأبدلت النار بالنور وحصل المعنى المقصود منها وهو طلب الهداية فسلم البيت من ذلك الاعتراض ولكن بين بيت الخنساء وبين هذا البيت مثل ما بين أوج العلم وحضيضه وأين تلك السلاسة التي في بيتها والجزالة التي في نظمها وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ولو كان النساء كمن سمعنا لفضلت النساء على الرجال وذكرت قول جمال الدين بن نباتة في شخص اسمه علم ويخاطب شخصا رآه خارجا من داره رأيت فتى من باب دارك خارجا فأذكرني بيتا قديما شجانيا خليلي لا والله لا أملك البكاء إذا علم من أرض نجد بدا ليا قال شمس الدين الأسبحي في القاضي علم الدين صالح المصري لما وصل خبر وفاته إلى
পৃষ্ঠা ৬৯