المعاني إنما أمات ذكره وأخمله بعده من بلاد العرب ومقامه بسجستان وخراسان وانهماكه على الذات سامحه الله مات في حدود الثمانين ومائة وقال متمم بن نويرة في أخيه مالك بن العوار الملقب بالجفون بالجيم لكثرة شعره وكنا كندمانى جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا اقول وقد طار السنا في ذبابه وجون يسيح الماء حتى تربعا سقى الله أرضا حلها قبر مالك ذهاب الغوادي الممرعات وأمرعا نحية مني وإن كان نائيا وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا له فيه أيضا لقد لامنى عند القبور على البكاء رفيقي لتذراف الدموع السوافك وقال أتبكي كل قبر رأيته لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك فقلت له إن الشجى يبعث الشجى دعوني فهذا كله قبر مالك وأخبار هذا الرجل وأشعار أخيه فيه قد اشتهرت وذاعت وشاعت سيرتها بين الأدباء وسارت وحاصل الأمر أن خالد بن الوليد رضي الله عنه قتله أيام الردة بسبب يطول شرحه وفي المثل فتى ولا كمالك هو مالك هذا ذكره جماعة قال أبو عبيد في أمثاله لما ذكر المثل لا أدري من مالك هذا وقد ذكر هو حديثه في موضعين من أمثاله إلا أنه غفل عن أن المثل قيل فيه وقيل لأخيه متمم وكان أعور ما بلغ من وجدك على أخيك مالك؟ فقال أصبت بأحدى عينى فما قطرت منها قطرة عشرين سنة فلما قتل أخى استهلت فما ترقى وأخبارهما لا يسعها هذا المكان مع أنها كثيرة الشهرة فلنكتف بهذه الإثارة الحسين بن مطير الاسدي ألما على معن وقولا لقبره سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا فيا قبر معن أنت أول حفرة من الأرض خطت للمكارم مضجعا ويا قبر معن كيف واريت جوده وقد كان منه البر والبحر مترعا
পৃষ্ঠা ৫৯