الدنيا ذكر الموت والوقوف بين يد الله تعالى وقال الصديق لخالد بن الوليد رضى الله تعالى عنهما فر من الشرف يتبعك الشرف واحرص على الموت تعط الحياة وقال بشر الحافي الموت داخل السرور أكثر منه خارج السرور وقال أيضا أمس قد مات اليوم في النزع وغدا لم يولد وقال الجنيد سمعت سريا السقطي يقول اشتهي ان لا اموت في بلدي افزع ان لا تقبلني الأرض فأفتضح وقال أحمد بن أبي الحواري إنما كره الأولياء الموت لانقطاع ذكر الحبيب عنهم وقيل لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أتقتل أهل الشام بالغداة وتظهر بالعشي في إزار ورداء فقال أب الموت أخوف؟ والله ما أبالي أسقطت على الموت أم سقط على الموت وقال داود بن نصير الطائي صم عن الدنيا واجعل فطرك الموت وفر من الناس فرارك من الاسد وحدث الزبير بن بكار قال كان أبو شيبة الحجبى إذا مرت به جنازة سأل عنها فإن قيل من الموالي قال مال الله يأخذ منه ما شاء فليضع الموت بركة وإن قيل من العرب قال المادة كبيرة وإن قيل من الانصار قال اهل الارض وإن قيل من قريش قال واقوماه استحلتهم المنايا ذكرت بقوله استحلتهم المنايا ما رواه الطبراني بسنده إلى عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله أول الناس لاكا قومك قال قلت كيف يا رسول الله؟ قال يستحلهم الموت ويتنافس فيهم قلت فما بقاء الناس بعدهم؟ قال بقاء الحمار إذا كسر صلبه وقال المهلب بن أبي صفرة الحياة خير من الموت والثناء الحسن خير من الحياة ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن أكون أذنا أسمع بها ما يقال في في غد إذا مت وقيل إن هذا من كلام ولده يزيد والله أعلم وقال أعرابي ما بقاء عمر تقطعه الساعات وسلامة بدن معرض للآفات ولقد عجبت من المؤمن كيف يكره الموت وهو ينقله إلى الثواب الذي أحيا له ليله وأظمأ له نهاره وذكرت قول أفلاطون ما أبين فضيلة الموت إذ كان سببا للنقلة من عالم التعب إلى عالم الراحة ومن عالم الفناء إلى عالم البقاء والراحة ممن لا ينصفك من أضدادك وإنما يكره الموت من يرغب في الدنيا وأتعب نفسه في جمع حطامها أسفا على ما جمع منها وقال أفلاطون أيضا ينبغي للعاقل الحسن الحال أن لا يفرح بموت عدو له لأن الطبيعة لا
পৃষ্ঠা ৪৯