لن تكف عنك المطاردة في هذا البيت. وأنت ألا يشغلك حقا إلا الشعر، والرياضة، والكيمياء؟ وهل الله وحده هو معشوقك؟ - ألا يعجبك الحديث عن ماما؟
فقال مقطبا: لم تعد تفهمني في مرضي.
والتقت عيناهما لحظات فحول بصره إلى النيل منهزما. - ولكن الدكتور يا بابا.
فقاطعها برقة لتخفي ضيقا: الحق أنني الطبيب، ولا أحد سواي. - معذرة؛ فقد عودتني على الصراحة معك. - بلا شك. - وإذا بصوت رفيع حاد يصرخ: شك!
فقبض على ذراع الصغيرة، حتى جاءت أم محمد فذهبت بها. - هل أصبحنا نسبب لك الكدر؟ - لا سمح الله، ولكن الإنسان يهاجر إذا ضاق بنفسه. - إنها تبكي كثيرا، وهذا مؤلم جدا. - عليك أن تقنعيها بخطئها.
فقالت وهي تعبث بإسورة ساعتها الذهبية: لكن معاملتك لها تغيرت، وقلت لها بخشونة إنك ستفعل ما يحلو لك. - أقالت ذلك أيضا؟ - أنا الوحيدة التي يمكن أن تشكو لها.
انقبض قلبه، وتمتم: لكنه الغضب كما تعلمين. - هي على أي حال مستعدة لأن تخفف عنك ضيقك بما في وسعها. - ليس في وسعها شيء.
وترددت لحظات، ثم قالت: ألا تقدر أنها ربما تظن ...؟ - أليس من الأفضل أن تطلعيني على آخر أشعارك؟ - لا جديد. - لكن معشوقك لا يكف عن الإلهام. - ربما تظن أن ... كما تعلم؟ - أهي تصارحك حتى بالمخاوف السخيفة؟ - إني حزينة حقا.
فقال وهو يشعل سيجارة: أوهام سخيفة.
فقالت بلهفة: إني أصدقك، أنت مثال أبدي للصدق. أهي مجرد أوهام؟
অজানা পৃষ্ঠা