وظل مستغرقا في تصوراته وأفكاره التي كان يرسمها على قرطاسه، كما يرسم المصور منظرا بديعا من مناظر الطبيعة على لوحه كما يراه، لا يزخرف ولا يوشي، ولا يبتدع ولا يبتكر، فلم ينتبه إلى جماعة الشعراء حين دخلوا الحانوت هاتفين مهللين وهم في ملابسهم الزرية الغبراء، ونعالهم البالية، وقبعاتهم الممزقة. فقالت «ليز» لزوجها - وأشارت إليهم: ها هم أولاء صعاليكك وقاذوراتك يا راجنو! فلم يعبأ بها وقام لاستقبالهم والترحيب بهم، فعانقوه وحيوه، ودعوه بالزميل، والرصيف، والصديق، وبكل ما يحب من الألقاب والنعوت، وهو فرح مغتبط، فوقف زعيمهم وسط القاعة وأخذ يتشمم بأنفه ويقول: ما أذكى رائحة بلاطك يا ملك الطهاة والشوائين! فانحنى راجنو بين يديه شاكرا وقال: ما أسعد الساعة التي أراكم فيها أيها الأصدقاء الأوفياء! ثم أشار لهم إلى المائدة، فوقفوا حولها وضربوا بأعينهم في أنحائها، وظلوا يأكلون ويقصفون ويمزحون ويمجنون، فيقول أحدهم ويشير إلى قطعة من الحلوى ذات رأس مسنم: إن هذه القطعة لم تحسن وضع قلنسوتها على رأسها، فلا بد من معاقبتها! فيقول له الآخر: وبم تعاقبها؟ فيقول: بهشم رأسها، ثم يتناولها فيهشمها كلها رأسا وجسدا، وينظر آخر إلى قطعة أخرى محشوة بالقشدة، ويضغطها فتبرز قشدتها البيضاء، فيقول: ما أجملها! كأنها ثغر ضاحك فلا بد لي من تقبيله! ثم يدنيها من فمه ليقبلها فيأكلها، ويقول آخر وهو ينظر إلى قيثارة الحلوى التي صنعها ذلك العامل في الصباح وأجازه راجنو عليها: كانت القيثارة قبل اليوم غذاء الأرواح، أما اليوم فهي غذاء الأجسام! ثم ينقض عليها فيأكلها، وراجنو واقف أمامهم يبتسم ويتهلل، ويقول في نفسه: ما أجمل هذه المعاني وأبدعها! يأبى الشاعر إلا أن يكون شاعرا في كل موقف وفي كل مقام.
ثم قال: هل تأذنون لي أيها السادة أن أنشد بين أيديكم قصيدتي الجديدة التي نظمتها في وصف «اللوزينج» وسميتها باسمه؟ فصاحوا جميعا: نعم، نعم، ولا بد أن تكون قصيدة جميلة جدا؛ لأن عنوانها جميل جدا! فاغتره مدحهم وثناؤهم، فرفع عقيرته وأخذ ينشد قصيدته ويرجع في إنشادها ترجيعا مضحكا، وهم لاهون عنه بشأنهم لا يعبئون به، ولا يلتفتون إليه إلا في الفينة بعد الفينة. فقال له الرجل الهائل: ألا تراهم يا راجنو وهم يلتهمون حلواك وأنت لاه عنهم بألحانك وأغانيك؟ فمشى نحوه وانحنى عليه وألقى في أذنه هذه الكلمات: إنني أراهم أيها الغبي الأبله، ولكنني أغض الطرف عنهم رحمة بهم وإشفاقا عليهم، فهم قوم بؤساء معدمون، قلما يرون وجه الطعام الشهي إلا في حانوتي، وأظنك لا تجهل أن ضيوفي أولى بالتجلة والإكرام من ضيوف زوجتي! وكانا على مقربة من مكان سيرانو، فانتبه لكلماته الأخيرة، فرفع رأسه وقال له: ادن مني يا راجنو، فدنا منه فقال له: إنك تعجبني جدا أيها الرجل، فالشعراء في هذا العالم كالشجرة الوارفة في المهمه القفر، يفيء إلى ظلها الغادون والرائحون، وهي وحدها التي تحتمل حر الهاجرة ولظاها، فرحمة الله ورضوانه على من يحسن إليهم ويتصدق عليهم.
ثم عاد راجنو إلى شأنه الذي هو فيه، وظل الشعراء يأكلون ويقصفون، ويبتاعون ما شاءوا من فطائر راجنو وحلواه بطرفهم الأدبية وملحهم النادرة، حتى فتح الباب ودخل عليهم أحد زملائهم، وكان قد تخلف عنهم قليلا، فهللوا حين رأوه، وصاحوا بصوت واحد: لقد تأخرت أيها الصديق! قال: قد حال بيني وبين اللحاق بكم ازدحام الناس ازدحاما شديدا عند «باب نيل». قالوا: وهل حدث شيء هناك؟ قال: نعم، كان ازدحامهم على ثمانية قتلى وجدوهم هناك مضرجين بدمائهم، ولا يعلم أحد كيف قتلوا، ولا من جنى عليهم هذه الجناية الفظيعة! فانتبه سيرانو للحديث واعتدل في جلسته، وقال في نفسه: يا للعجب! كنت أظنهم سبعة فقط، إذن قد ربحنا واحدا آخر. فقال راجنو للمتكلم: وما ظن الناس بهذه الحادثة؟ قال: يقول بعضهم: إن رجلا واحدا هو الذي قام بمفرده بمقاتلة هؤلاء اللصوص، وكانوا مائة أو يزيدون، فانتصر عليهم جميعا وفرق شملهم، وقتل منهم هذا العدد الكثير، ولقد رأينا العصي والخناجر والمدى التي كانت مع أفراد تلك العصابة مبعثرة ههنا وههنا، وظل الناس يلتقطون القبعات التي طارت عن رءوس المنهزمين، من باب نيل إلى النهر، فمشى راجنو إلى سيرانو وقال له: أسامع أنت هذا الحديث يا سيدي؟ قال: نعم. قال: فما ظنك ببطل هذه الواقعة، فرفع رأسه إليه وقال: لا أعرفه، فهرعت ليز إلى صديقها «الرجل الهائل» تسأله: وأنت يا سيدي؟ فابتسم وفتل شاربيه وغمز بعينيه وقال: أظنني أعرفه.
وكان سيرانو قد أتم كتابه وأراد أن يوقع عليه، ثم توقف وقال: لا لزوم للتوقيع؛ لأنني سأقدمه إليها بنفسي، ثم طواه ووضعه في صدره، ونهض قائما على قدميه، وهتف براجنو فأسرع إليه، فسأله: كم الساعة الآن؟ قال: ست وخمسون دقيقة. فقال في نفسه: لم يبق إلا عشر دقائق، وأخذ يتمشى في القاعة ذهابا وجيئة، وكانت ليز وصديقها الضابط جالسين على انفراد في أحد أركان القاعة، فخيل لسيرانو أنه رأى بينهما شيئا مريبا، فدنا منهما ووضع يده على كتف المرأة وقال لها: يخيل إلي أيتها السيدة أن هذا البطل الجالس بجانبك يدبر خطة للهجوم على حصنك! فانتفضت وتظاهرت بالغضب، وقالت له: ماذا تقول يا سيدي؟ إن نظرة واحدة مني تكفي لهزيمة من يحاول ذلك. قال: ولكني أرى عينيك ذابلتين متضعضعتين تلوح عليهما علائم الانكسار! فاضطربت وحاولت أن تقول شيئا فخانها صوتها، فصمتت. فقال لها: أيتها الفتاة، إن راجنو يعجبني جدا؛ لذلك لا أسمح لأحد أن يعبث بشرفه أمامي! ثم التفت إلى الضابط فنظر إليه نظرة شزراء، وقال: ولقد سمع من كانت له أذنان! أليس كذلك أيها «الرجل الهائل»؟
ثم تركهما واستمر في سبيله، فهمست «ليز» في أذن صديقها تقول له: إنك تدهشني جدا يا صديقي، ولا أعلم سببا لسكوتك وصمتك، حتى ليخيل إلي أنك تخافه وتخشاه، قل له كلمة تؤلمه وتكسر من شرته، أو اسخر من أنفه على الأقل، فإنه موضع الضعف منه، فنظر إليها ذاهلا مشدوها وقد سرت في جسمه رعدة شديدة، وقال: أنفه؟ لا، لا، ما لنا وللسخرية بمصائب الناس وأرزائهم؟ ثم تسلل من مكانه وخرج من القاعة فتبعته، وكانت الساعة قد أشرفت على السابعة، فصاح سيرانو: قد جاء الميعاد يا راجنو، فهتف راجنو بشعرائه: هيا بنا أيها الأصدقاء إلى الحجرة الثانية، فتباطئوا وتلكئوا؛ فظل يدفعهم بيديه وهم يتخطفون الحلوى ويتناهبونها، حتى أدخلهم الحجرة وأغلق بابها عليهم، ووقف سيرانو على مقربة من باب المطعم ينتظر قدوم روكسان ويقول في نفسه: لا أعطيها الكتاب إلا إذا رأيت في وجهها بارقة أمل.
اللقاء
وهنا سمع حفيف ثوب مقبل، فخفق قلبه خفقانا شديدا، ثم فتح الباب ودخلت روكسان ووراءها وصيفتها، وهي تخطر في مشيتها تلك الخطرة البديعة التي عرفت بها، وافتتن بها الناس من أجلها، وقد أسبلت قناعها على وجهها، فحيته، فحياها تحية محتشمة تترجح بين الأدب والكبرياء، وأشار لها إلى كرسي قد أعده لها فجلست عليه، ثم تركها وذهب إلى الوصيفة، وكانت واقفة على عتبة الباب تقلب نظراتها في صنوف الأطعمة المنتشرة على المائدة. فقال لها بلهجة المازح المداعب: أشرهة أنت أيتها الفتاة ؟ قالت: نعم يا سيدي، فمشى إلى المائدة، وتناول كيسين من أكياس الحلوى وقال لها: هاك قصيدتين بديعتين للشاعر العظيم «بنسراد»، فخذيهما، فلم تفهم ما يريد، وقالت: وماذا أصنع بهما؟ قال: قد اتخذتهما «ليز» كما اتخذت غيرهما من قصائد الشعراء المجيدين أكياسا للحلوى وأوعية للفطائر، فخديهما واجلسي خارج الباب، فإنك ستجدين فيهما من ألوان الحلوى ما تشتهين، ولا تعودي إلا بعد أن تشبعي، فتلألأ وجهها فرحا وسرورا، وتناولت الكيسين وعادت أدراجها.
ورجع سيرانو إلى روكسان، فوقف بين يديها حاسر الرأس، وقال لها: لقد أسديت إلي يا سيدتي بزيارتك هذه نعمة لا أنساها لك مدى الدهر، وإني أفتخر بهذه الثقة التي أوليتنيها، وأنتظر بكل شوق سماع ما تريدين أن تفضي به إلي، فحسرت قناعها عن وجهها، فأضاء ضوء القمر الساطع في الدجنة الحالكة، وقالت له: شكرا لك يا ابن عمي، إنك قد أحسنت إلي ليلة أمس إحسانا عظيما بقتلك ذلك الفتى الوقح الجريء، الذي حاول أن يعبث بك ويستهين بكرامتك، فغضبت لنفسك غضبة الأبي الأنوف، ولم ترم مكانك حتى غسلت بدمه أثر الإهانة التي لحقت بك، أتعرف هذا الفتى يا سيرانو؟ قال: لا يا سيدتي. قالت: أبارزته دون أن تعرف اسمه؟ قال: نعم. قالت: إنه الفيكونت «فالفير» الذي أراد أحد المغرمين بي من عظماء هذا البلد - وهو الكونت دي جيش - أن يزوجني منه على الرغم مني زواجا لا أعرف كيف أسميه؟ قال: زواجا اسميا! فأطرقت برأسها حياء وخجلا، وقالت: نعم. فقال لها: ما أفظع ما تقولين! لقد أصبحت الآن راضيا عن نفسي كل الرضا في تلك الخطة التي انتهجتها معه، والتي انتهت بانتهاء حياته، بعد ما علمت أنني إنما كنت أقاتل في سبيلك لا في سبيل نفسي، وأذود عن عينيك الجميلتين لا عن أنفي، فاستضحكت وأشارت له إلى كرسي بجانبها، فجلس عليه صامتا ساكنا ينتظر ما تقول.
وساد السكون بينهما هنيهة، ثم أقبلت عليه وقالت له: كنت أريد أن أقول لك كلمة أخرى يا سيرانو، فهل تسمح لي بها؟ قال: نعم، أسمح لك بكل شيء، فقولي ما تشائين. قالت: أتذكر تلك الأيام الماضية التي قضيناها معا ونحن صغيران في «بيرجراك»، في تلك المروج الخضراء على ضفاف البحيرة؟ فانتعشت نفسه وخفق قلبه خفقانا شديدا، وقال: نعم يا ابنة عمي، أيام كنت تأتين هناك مع أبويك لقضاء فصل الصيف في كل عام. قالت: إني أذكر تلك الأوقات الجميلة كأنها حاضرة بين يدي، وأذكر تلك الأعواد الشائكة التي كنت تقتطعها بيديك من أشجار الغاب، وتتخذ منها أسيافا صغيرة تلعب بها في الهواء، كأنك تبارز أشباحا خفية تتراءى لك. قال: نعم، أذكر ذلك ولا أنساه، وأذكر أنك كنت تجمعين أعواد الذرة من الحقل، ثم تجلسين على ضفة البحيرة لتتخذي من خيوطها شعورا ذهبية لعرائسك الجميلة. قالت: نعم، ما كان أجمل تلك الأيام! وما كان أسعد ساعاتها! وما كان أحلى مذاق العيش فيها! لقد كان يخيل إلي في ذلك الوقت أني صاحبة السلطان المطلق عليك، وأنك تحبني حبا شديدا، وتهتم بشأني اهتماما عظيما، بل تأتمر بأمري في كل ما أشير به عليك، وتنزل عند جميع رغباتي وآمالي، وأظن أني كنت جميلة في ذلك الحين، أليس كذلك؟ فازداد خفقان قلبه، وخيل إليه أنه يرى بين شفتيها ظل تلك الكلمة العذبة التي يتلهف شوقا إلى سماعها من فمها، فرفع رأسه ونظر إليها نظرة باسمة عذبة، وقال: نعم يا سيدتي، كما أنت الآن! قالت: وكنت كثير الشغف بتسلق الأشجار الشائكة والمخاطرة بنفسك في ذلك مخاطرة عظيمة، فكنت إذا أصابك جرح في يدك هرعت إليك وعطفت عليك عطف الأم الرءوم على ولدها، وأخذت يدك بين يدي هكذا، ومدت يدها إلى يده فجذبتها إليها، فوقع نظرها على ذلك الجرح الدامي الذي أصابه في معركة الليل، فدهشت وقالت: ما هذا يا سيرانو؟ ثم ابتسمت وقالت: ألا تزال تتسلق الأشجار حتى الآن! فضحك وقال: نعم، لا أزال أحب اللعب حتى الآن، ولقد لعبت ليلة أمس لعبة شيطانية عند «باب نيل»، سفكت فيها من دم أعدائي فوق ما سفكوا من دمي أضعافا مضاعفة.
ثم حاول أن يسترد يده، فأمسكت بها وقالت له: لا، بل لا بد أن تدعها لي الآن حتى أرى الجرح وأسبره كما كنت أفعل في عهد طفولتي، وأعالجه بالطريقة التي كنت أعالج بها جروحك من قبل، ثم أخرجت منديلها من صدرها، وغمست طرفه في قدح من الماء، وظلت تمسح به الجرح برفق وتؤدة، وتقول له: هكذا كنت أعالج جروحك التي كانت تصيبك من تسلق الأشجار الشائكة في عهد طفولتك الأولى، وهو يرتعد بين يديها ويضطرب من تأثير ملامسة جسمها لجسمه، ويقول: نعم يا روكسان، إنها رحمة لا تكون إلا في قلوب الأمهات. قالت له: قل لي: كم كان عدد أعدائك الذين قاتلتهم في تلك المعركة؟ قال: مائة أو يزيدون. قالت: مائة! يا للشجاعة النادرة! قال: وربما كنت لا تعلمين أنها المرة الثانية التي قاتلت فيها من أجلك في ليلة واحدة! قالت: من أجلي؟ لم أفهم ما تريد. قال: نعم؛ لأنني إنما كنت أدافع عن ذلك الشاعر المسكين الذي انتصر لك، وذاد عنك ومثل بخصمك أقبح تمثيل في قصيدته التي هجاه بها، فحقدها عليه ودس له هؤلاء الرعاع ليقتلوه في جنح الظلام. قالت: ما أعظم شكري لك يا ابن عمي! وما أكبر شأن تلك النعمة التي أسديتها إلي! حدثني حديث الواقعة من مبدئها إلى منتهاها، فلا بد أن تكون واقعة غريبة جدا لم يسطر التاريخ مثلها. قال: سأحدثك عنها فيما بعد، أما الآن فحدثيني أنت عن ذلك الأمر الذي جئتني من أجله، والذي لم تجرئي على أن تفاتحيني فيه حتى الآن. قالت وهي لا تزال آخذة بيده تمسحها وتستغثها: أما وقد ألقينا نظرة على ماضينا الجميل، وجددنا عهد تلك الذكرى القديمة، وعلمنا أن الصلة التي بيننا صلة وثيقة محكمة لا تنال منها يد الدهر، ولا تأخذ منها عاديات الأيام، فاسمح لي أن أفضي إليك بسري، وأن أقول لك بصراحة: إنني عاشقة يا سيرانو! فتلألأ وجهه وانتعشت نفسه، ومشت رعدة خفيفة في أجزاء جسمه، وكاد منظره ينم عما في نفسه، لولا تجلده واستمساكه، وقال لها: ومن هو هذا الإنسان السعيد الذي يتمتع بنعمة حبك؟ قالت: إنه لا يعلم شيئا مما أضمره له في قلبي حتى الآن، ولم أفض إليه بسريرة نفسي حتى الساعة، وسيكون سروره عظيما جدا حينما يعلم أن الفتاة التي يحبها ويموت وجدا بها تضمر له بين جوانحها من الوجد فوق ما يضمر لها! فازداد سروره وانتعاشه، وقال: ألا تستطيعين أن تقولي لي من هو يا روكسان؟ قالت: سأصفه لك لتكون أول ناطق باسمه: هو شاب خجول شديد الحياء، يحبني حبا يملك عليه كل حواسه ومشاعره، ولكنه يكتم سره في صدره. قال: وكيف وقفت على سريرة نفسه؟ قالت: عرفتها من ارتجاف شفتيه، واكفهرار وجهه، وتدله نظراته كلما رآني. قال: ثم ماذا؟ قالت: وهو ذكي نبيه، تلوح على وجهه علائم التفوق والنبوغ، فأطرق برأسه حياء، وحاول أن يجتذب يده من يدها، وكانت قد انتهت من تضميدها. فقالت له: دعها لي الآن، فهي لا تزال ملتهبة بالحمى، فتركها لها وهو يقول في نفسه: ما أسعدني وأعظم هنائي!
অজানা পৃষ্ঠা