ثم ضعف قليلا، وأخذ يعالج الموت ساعات، حتى قضى يوم السبت لليلتين خلتا من جمادي الآخرة سنة إحدى وستين وأربعمائة.
وارتفع الضجيج، ورددت أرجاء القصر: مات المعتضد ... مات المعتضد ...
وكان أبو القاسم الهوزني يمر تحت القصر ليلتقط أخبار المعتضد وصدره يغلي حقدا، فلما سمع الضجيج أخذ يتمتم:
لقد سرني أن النعي موكل
بطاغية قد حم منه حمام
تجنب صوب الغيث قبرك جافيا
ومرت عليه المزن وهي جهام
دسيسة
حزن المعتمد لموت أبيه وعزم أن يكفى كفايته، وأن يرفع دولة بني عباد إلى أوج العظمة، وأن يزيدها من شجاعته وحسن تدبيره وإحكام سياسته، قوة على قوة. كانت نفسه تجيش بآمال ضخام وأحلام بعيدة، وكانت تصور له أن ملكا لا ينتظم بلاد الأندلس جميعها لا يصح أن يسمى ملكا. شباب وذكاء وثروة ... ماذا تريد الدولة لتكون عظيمة سامقة غير هذه الثلاثة؟!
وهذه جميعا موفورة تمامة، حتى لو خلط بعضها ببعض وصنع من المخلوط تمثال لكان المعتمد بن عباد.
অজানা পৃষ্ঠা