جلسات رمضانية للعثيمين
جلسات رمضانية للعثيمين
জনগুলি
تفسير قوله تعالى: (وينزل الغيث)
قال تعالى: ﴿وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ [لقمان:٣٤] .
الغيث: المطر، وهو -أي: المطر- غيثٌ ولكن الله ﷾ قد لا يجعله غيثًا؛ لأن الغيث قد لا يحصل به الإنقاذ من الشدة، وأحيانًا يَنْزِل المطرُ ولا يكون إنقاذًا من الشدة، كما في صحيح مسلم أن رسول الله ﷺ قال: (ليس السنة ألا تُمْطَروا -يعني: ليس الجدْب ألا تُمْطَروا- وإنما السنة أن تُمْطَروا فلا تنبت الأرض شيئًا) وصدق النبي ﵊، الغيث يُنَزِّله الله ﷿، لا أحد يستطيع أن يُنَزِّل الغيث، مهما كانت قدرته وقوته، لا يمكن أن يُنَزِّل الغيث أبدًا؛ لأن ذلك خاص لله ﷿، والذي يخلق الغيث هو الله، ولهذا كان النبي ﵊ إذا نزل المطر حَسَرَ عن ثوبه ليصيب بَدَنَه، وقال: (إنه حديث عهدٍ بربه) أي: مخلوق جديد، فيصيب بدني من حين أن خُلق، ولا أحد يستطيع أن يخلق إلا الله ﷿، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ﴾ [الحج:٧٣] استمعوا، الله ﷿ يطلبنا أن نستمع: ﴿فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ﴾ [الحج:٧٣] هذا الذباب الضعيف المهين لا يمكن أن يخلقه أحد ممن تدعونه من دون الله، ولو اجتمعوا له.
انظر هذا تحدٍّ، تحدٍّ بالآيات الكونية.
وهناك تحدٍّ بالآيات الشرعية: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء:٨٨] فالله ﷿ يتحدى الناس، يتحدى الخلق بالآيات الكونية كما في الآية الأولى، وبالآيات الشرعية كما في الآية الثانية.
4 / 4