وأما استدلاله بقوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) [ النساء : 48 ] على أن الفاسق إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له فاستدلال باطل لأن هذه الآية مقيدة بقوله تعالى : (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم )) [ النساء : 31 ] ، وإلا فهل تجوز أن يغفر الله عز وجل للذي لا يؤمن بسيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ أو لا يؤمن بأن الربا أو الخمر حرام ويؤمن برسول الله (ص)؟ مع أنه مؤمن بالله عز وجل ولا يشرك به عز وجل، وكذا بعض المسيحيين الذين لا يؤمن بأن عيسى إله بل يقول انه عبد لله ورسوله إلا أنه خاتم الأنبياء؟ أو لا يؤمن بالأنبياء ، أو لا يؤمن بكتب الله ولا بملائكته وهو مع ذلك يؤمن بالله ولا يشرك به عز وجل أحدا ؟.
ثم إن الله تعالى يقول : (( ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم)) ، فقد علق حصول العذاب والمغفرة بالمشيئة فهل تعليق المشيئة يدل على أنه يمكن شرعا أن يعفوا الله عن المنافقين؟ وهل يجوز أن نجوز شرعا عدم تعذيب المنافقين لأجل تعليق المشيئة ؟
পৃষ্ঠা ৩৫