فإذا علمت هذا فاعلم يا من يعقل الخطاب أن أي حديث منسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخالف القرآن العزيز المصرح بخلود العصاة الفاسقين الذين لم يتوبوا من ذنوبهم العظام ويخالف الأحاديث التي رواها المؤالف والمخالف المتواترة التي تنص على أن الزاني والسكران واللوطي وتارك ما أوجبه الله عليه من الطاعات إذا مات ولم يتب مخلد في النار ؛ أي حديث مخالف لما مر مردود لأن القرآن لا يتعارض مع كلام المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأن القرآن حجة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم حجة وحجج الله لا تتعارض .
فيأيها العقلاء ؛ إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم سيشفع للفاسقين فلماذا أمرنا بالتوبة والإنابة والرجوع إليه ؟!
ثم إن الله يقول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوف يشكو أمته، وهو ينافي أن يتوسط لمذنبيها ؛ قال تعالى حاكيا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لربه : (( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )) [ الفرقان : 30 ].
واعلم أن هؤلاء يقولون إن الزاني واللوطي والسكران وآكل أموال الناس ظلما والقاتل تعديا وشاهد الزور سوف يشفع لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ولو كانت هذه الكبائر في رجل واحد .
قال المخالف : قوله تعالى : (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )) [ الجن : 23 ] ؛ يدل على أن المعصية هنا ليست على إطلاقها بل المقصود معصية الله في عدم الإيمان به وبرسوله .
قلت : هذه الآية غير آية النساء المتقدمة ، ومع هذا فيجب حمل الآية على عمومها ، وكون الآية هنا واردة في سياق خطاب الكفار لا يقصر عليهم لأن العبرة بدلالة اللفظ ، واللفظ هنا للعموم إلا دليل يدل على خلاف ذلك كما ثبت في آيات الطلاق وغيرها فإن شيئا من ذلك لم يقصر على سببه الذي ورد عليه .
পৃষ্ঠা ৩৪