اقرأ معي هذه الآيات:
واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت
1
من أهلها مكانا شرقيا
2 * فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا
3
فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا (سورة مريم: من آية 16-21).
أرأيت كيف انتقل السرد إلى الحوار؟ أرأيت أن الحوار هنا لا يمكن أن يستبدل بأي وسيلة أخرى من وسائل العرض القصصي؟ فكأنما خلق الحوار ليكون في هذا المكان. وقد جاءت النقلة طبيعية؛ فأنت تحس بها كالطريق الحريري الممهد تسير فيه الكلمات طيعة مواتية. ثم أترى إلى العرض النفسي لمريم، وكيف يؤدي الحوار توجسا وخوفا في روعة أخاذة؟ إن الحوار هنا يؤدي في كل كلمة منه تطورا في الحدث والشخصية معا.
ولنمض مع الآيات:
فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا
অজানা পৃষ্ঠা