স্বপ্নের জন্য যথেষ্ট নয় এমন একটি বাক্স: গল্পের সংকলন
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
জনগুলি
تلتقط أذن جدتي نقر الحياة، وأول نداءاتها، فتناديني مسرعة: «تعالي! البيض بدأ يفقس.» تنبهني للحذر، أحمل الفراخ الصغيرة، أدغدغ زغبها المنتشي، وأتحسس نعومته. كطفل جديد، تحمله جدتي إلى أعشاش الكتاكيت المصنوعة خصيصى كحضانات للصغار، فيما أنشغل أنا بمواساة الحمام. أشعر أن صغار الدجاج سترث منها حنانها وبعضا من روائحها؛ عرفانا بجميلها.
تدلل جدتي صغارها؛ ربما لتعوض شيخوختها، أو تمرد أطفالها عليها. تحضر لهم البيض المسلوق المفتت، والقمح، وبقايا الطعام، والخبز المبلول، طوال فترة حضانتهم، وحتى انتقالهم إلى أعشاش الدجاج الأكبر سنا.
حينما كبرنا بعض الشيء، وكثر المتزوجون والأحفاد، استغنى جدي عن فيلته ذات الغرف التي تشبه في اتساعها شقق الأفلام العربية القديمة، وأسقفها العالية، التي لا تحتاج لتهوية اصطناعية، وحديقة تتسع لشغبنا نحن الأطفال، واستبدل بها عمارة ليحتل كل ابن شقة فيها، نتقابل فيها بالصدفة على بسطات طوابقها وسلالمها.
حملت جدتي دجاجاتها، واكتفت بأعشاش لها من الخوص منتصبة فوق سطح منزلنا الجديد، وازدادت تحذيرات أمي خشية علي من سور سطحنا، ومن صعودي السلم الخشبي الذي كان يربط الطابق الأخير بالسطح.
كانت جدتي تسبقني إليه، بينما أبقى أنا بجانب درجته السفلى، ممسكة بعموديه لمنع تراقصه تحت وقع خطواتها، حتى إذا اطمأننت لوصولها لقمته، أبدأ رحلتي في صعوده.
نعيد الكرة يوميا، نطلق سراح دجاجاتها، وننظف أعشاشها من مخلفاتها، ونستبدل بورق الجرائد المفروش أسفلها آخر نظيفا، ونعيد ملء أحواض مياهها، وننثر حبيباتها، ونضع الخبز الممزوج بالماء، ثم نحمل البيض، لا إلى «عيون الحمام»، فلم تعد باحتنا تكفي لأبراجها، ولكن إلى «شقق» العائلة، كل حسب عدد أفراد أسرته.
يوما، عدت من مدرستي، وعلى ناصية الشارع انتفض جسدي على وقع صيحات وصرخات مصدرها بيتنا، أكدت ظنوني تلك الجموع المتجمهرة على عتبته ومدخله.
علمت أن أحدهم اختار الانتحار حرقا فوق سطح منزلنا؛ لاعتقاده بأن طيور جدتي وعششها الخشبية ستسرع من إنهاء حياته. تفحمت دجاجات جدتي، ولكن المنتحر، طبقا لشهود عيان رأوا ملامحه المنتصبة رعبا، مات خوفا. ترى، هل الموت خوفا أسرع أم الحرق؟
أسرعت أبحث عن جدتي، فوجدتها متكومة تحت السلم الخشبي، تنتحب لمنعها من الصعود لإلقاء النظرة الأخيرة على طيورها قبل أن يجمعوا أجسادها المتصلبة في أجولة.
عاد الهدوء بعد أيام إلى منزلنا، وأصدر جدي فرمانا بحرمان جدتي من مزاولة عادتها فوق السطح، مكتفيا ببناء قفص داخل شرفتها اليتيمة بشقتها.
অজানা পৃষ্ঠা