স্বপ্নের জন্য যথেষ্ট নয় এমন একটি বাক্স: গল্পের সংকলন
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
জনগুলি
أمام إلحاح المرض وحديث أم العيال، و«وقف الحال» الذي أصاب البيت، خضع «عم بدوي»، وعند أول بشارة لقدوم المجذوب فوجئ أهالي الحارة بلقاء حار، وأحضان وقبلات، ثم دعوة الرجل «البركة» إلى الغداء.
لم يتم عم بدوي ليلته الثالثة على الصلح إلا وقد تعافى صوته، وعادت إليه شخطته التي كادت ترج البيت والدكان، وأطلقت زوجته زغاريد في وضح النهار، وكأنها أرادت بها محو صراخ الليل وألمه.
أغلظ «عم بدوي» الأيمان ببركة «شيخنا المبروك»، وذبح شاة على حس «بركته».
ومن حينها تبدلت الحال؛ ففي ساعة مرور الرجل «المبروك» يترجل الرجال، ويتوقف البيع والشراء، وتتابع النساء من شرفاتهن الموكب المبروك.
بعد أسابيع، دعا «عم بدوي» كبار الحارة إلى اجتماع عاجل في دكانه بعد صلاة العشاء التي أصبح مواظبا عليها، بل وأجبر صبيته على إغلاق دكانه لحين إقامتها.
افتتح «بدوي» حديثه بمقدمة طويلة عن عمل الخير، ووجوب الثبات عليه، وأهمية إدخال البركة للحارة ولأهلها جميعا، ثم أطلق اقتراحه باستضافة «المبروك» بشكل دائم، وأن يقام له مجلس في أحد أركان الحارة.
في البداية تلعثم الحضور، واعتبروا ارتباطه بالرجل «المبروك» مبالغا، لكن «عم بدوي» أسكتهم بتذكيرهم بمرضه ثم شفائه، بعد حيرة الأطباء، بعد الصلح على مسمع ومرأى من الجميع، مختتما حديثه بتحذير من ويلات رفضهم.
كانت موافقة بدت في أول الأمر على استحياء، ثم تحولت إلى حماسة تجلت في اجتماعات تالية للحديث عن المكان المناسب، وتأثيثه، وتوزيع المهمات في دوريات استمرت ليلا ونهارا.
الوحيد الذي سخر من مجهوداتهم كان «كبير عائلة المتعلمين»، «الأستاذ مصلح»، الموظف المحال على المعاش، الذي حصل على لقبه لأنه الوحيد الذي حرص على تعليم أبنائه الثلاثة حتى وصلوا إلى الجامعة، وتخرج الكبير فيها.
لم يقتنع «الأستاذ مصلح» بحججهم وحماستهم، فاحتجب عن اجتماعاتهم، ونفر من تصديق كرامات «المبروك»، فانزوى في ركنه المعروف من المقهى، وانفض الجمع من حوله، وتحولت علاقته بأهل الحارة إلى مشاحنات مكبوتة، يثيرها أصحاب المحلات، حين مروره، بتعمد الدعاء للمبروك بصوت مرتفع.
অজানা পৃষ্ঠা