وقيل : التصوف هو أن يستعذب البلاء ولا يسأل كشفه ، ويستحلى العناء ولا يبغي صرفه ، وأنشد (1):
لست أشكو هواك يا من هواه
كل يوم يروعني منه خطب
وقيل : التصوف صيرورة الأهواء هوى ، والهموم هما ، وأنشد :
سرت في سواد النفس حتى إذا انتهى
بها السير وارتادت حمى القلب حلت
وكلامهم في ذلك يطول. ومن املاء المولى الأعظم قطب الدين الشيرازي (2): التصوف في زماننا عبارة عن متابعة التيوس [اللحيانية] (3) وتقوية النفوس الشهوانية ، والرقص بالحركات الميلانية ، والانسلاخ من جميع الأخلاق الإنسانية ، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع الوظائف الإيمانية. انتهى.
وكتب بعض الأفاضل لعل في قوله : في زماننا ، دفعا لما يفهم من مذمتهم على الاطلاق. وعلى ذلك فما ألطف قول القاضي أحمد بن عيسى المرشدي (*):
صوفية العصر والأوان
صوفية العصر والأواني
وبالجملة فالحال الآن كقولة من قال :
لقد هزلت حتى بدا من هزالها
كلاها وحتى استامها كل مفلس
পৃষ্ঠা ১৭৩