وأما ما جاء في التشهد والذكر والدعاء، من القعود في كل ركعتين من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، وما يلزم كل مصل في صلاته من القعود، بعد الفراغ من كل ما فيها من السجود، فمن دلائل ذلك وعلمه، وما دل الله به عليه من حكمه، قوله سبحانه لرسوله، صلى الله عليه وآله، فيمن كذب بها وتولى: { أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى } [العلق: 9 - 10]. ثم قص - سبحانه - من ذكره، وما وعد من النكال في خلافه لأمره، فيما نزل في هذه السورة من وحيه، وما ذكر سبحانه عن الصلاة من نهيه، ثم قال سبحانه لرسوله، صلى الله عليه وآله: { كلا لا تطعه واسجد واقترب } [العلق: 19]. وقال تعالى: { فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب } [الانشراح: 7 - 8]. فمن الاقتراب، والرغبة والانتصاب، القعود بعد الفراغ في كل صلاة، للطلب إلى الله والرغب والمناجاة، ومن ذلك ما جاء من التشهد، وهي الشهادة لله بالتوحيد من كل موحد، والشهادة للرسول صلى الله عليه، بما جعل الله من الرسالة فيه، والذكر بعد لله بما حضر، والدعاء لله بما تهيأ وتيسر، فأي ذلك مما قال به قائل، أو سأل الله به في صلاته سائل، أدى ما يلزمه ويجب، ونقول - إن شاء الله - في ذلك بما يستحب، مما ذكر عمن مضى، وكل ذلك وإن اختلف فيه فهو لله رضى.
فمن ذلك ما جاء عن زيد بن علي صلوات الله عليه، وأيضا ما ذكره عن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليه، بسم الله وبالله، والحمد لله، والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله، بما يمكن، ويحضر مما يستحسن، من قول كريم، أو ثناء أو تعظيم.
পৃষ্ঠা ৪৭৬