وما لبثت إدارة «صدى العهد» أن أصدرت جريدة أخرى بمكان جريدتها المعطلة باسم «الطريق»، ظهر عددها الأول في 6 آذار (مارس) سنة 1933، وقالت في تمهيدها:
تصدر هذه الجريدة في ظرف عصيب وفي أوقات حرجة، نجد الجرائد أمامنا مصروعة؛ فمنها معطلة، ومنها منذرة، ومنها متخذة طريقها إلى المتاجرة واقتناص الفرص لجر المغانم بعد حوادث سياسية يعرفها الناس جميعا.
طريقنا في إصدار هذه الجريدة هو الحق وتقديسه والاعتصام به، وتأييد الجهة التي تنطق به بغض النظر عن شكلها وصبغتها.
ونحن سنبتعد عن التعرض للأمور الشخصية التي لا علاقة لها بالمصلحة العامة، فنحن لا نصدر هذه الجريدة لأجل امتهان كرامة أحد إذا لم يبد في تصرفاته ما يضر المصلحة العامة.
فلما ذهبت الوزارة الشوكتية وتسلمت الوزارة الجديدة مقاليد الحكم برئاسة رشيد عالي الكيلاني في 20 آذار (مارس) سنة 1933 اندفعت «جريدة حزب العهد» في معارضة الوزارة الكيلانية، مع أن رئيس الحزب «نوري السعيد» وبعض أقطابه أعضاء في هذه الوزارة المؤلفة.
والحق أن جريدة حزب العهد - «الطريق» - تذبذبت بعد ذلك، فصارت تؤيد الوزارة التي ألفها جميل المدفعي التي خلفت الوزارة الكيلانية، ووقفت موقفا فاترا من غير لون في عهد الوزارة التي ألفها علي جودة الأيوبي، فلما اضطلع ياسين الهاشمي بتأليف وزارته القومية الكبرى سنة 1935 أيدت صحيفة «الطريق» الوزارة ورئيس حزب العهد مساهم في مسئوليتها.
وعند حدوث الانقلاب العسكري الأول الذي أنجزه الفريق بكر صدقي العسكري، ونصب الانقلاب وزارة جديدة برئاسة حكمت سليمان، أظهرت جريدة «الطريق» تحزبها لنوري السعيد، ونشرت ما أغاظت به الوزارة القائمة فعطلتها في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1936، فصفى الباقون من فلول الحزب «المطبعة» وانتهت حياة جريدتهم.
جريدة حزب الإخاء الوطني
بعد أن تضامنت المعارضة وأملت الظروف على المتفاهمين في سياستهم وجوب التساند انعقدت الخناصر على تأليف حزب سياسي كبير، فأعلن للملأ تأسيس «حزب الإخاء الوطني»، أجازته وزارة الداخلية يوم 25 تشرين الثاني (نوفمبر) سنة 1930. وقد اجتمع فيه من الشخصيات السياسية ياسين الهاشمي، وناجي السويدي، ورشيد عالي الكيلاني، وعلي جودة الأيوبي، وحكمة سليماني، ومحمد زكي، ويوسف غنيمة، ورضا الشبيبي، والسيد عبد المهدي، وغيرهم ...
اجتمعت هذه الكتلة القوية من السياسيين البارزين بزعامة ياسين الهاشمي، وأوجز الحزب منهاجه بهذه الأسس: (1)
অজানা পৃষ্ঠা