ويؤكد موقف الإمام الهادي الرافض للسباب ما رواه عنه أحمد بن سعيد الريحاني - من أصحاب الإمام عبد الله بن حمزة - أن قوما من أهل صنعاء سبوا أبا بكر وعمر في مدة ولايته، فأمر بجلدهم، واستدل على ذلك بأن رسول الله لعن من سب الصحابة(1).
وذكر السيد صارم الدين الهادي بن إبراهيم الوزير في (تلقيح الألباب)(2) أن الإمام عبد الله بن حمزة أكثر من الاحتجاج على وجوب التوقف في أمر القوم، ثم قال: «وهو الذي قدمنا من كلام الهادي عليه السلام».
وقال العلامة يحيى بن الحسن القرشي: «المعلوم من حاله عليه السلام - يعني الهادي - أنه ما كان يكفر الصحابة، ولا يفسقهم»(3).
وذكر كل من صنف مواقف أئمة الزيدية، أن الإمام الهادي إما ممن توقف، أو ممن رضى، ولم يذكره أحد من علماء الزيدية فيمن سب أو تبرأ.
القرن الرابع
الإمام الناصر الأطروش (304ه)
* روى القرشي أن الصاحب بن عباد كان يقول: عندي بخط الناصر الترحم عليهما(4). يعني: أبا بكر وعمر.
* وعن الشيخ أحمد بن الحسن الكني قال: قال الناصر في آخر أبواب كتاب الإمامة: «ولم أصف ما وصفت من اعتراضهم هذا أرادة مني لدفع فضل أبي بكر رضي الله عنه ولحقه وصحبته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإني لمحب له والحمد لله تعالى»(5).
পৃষ্ঠা ৬৯