وأثناء دراستي لهذه المسألة وجدت أن موقف جمهور الزيدية الذين أتوا بعد ذلك لم يتجاوز ما مضى عليه الإمام علي والحسن والحسين، ولكن التجاذبات والجدل المستمر، جعل بعض المتأخرين يصنفهم في توجهين:
التوجه الأول: الموالاة والترضية مع التخطئة، وفي هذا قال الإمام عبد الله بن حمزة: « هم عندنا أغلى من أن يكفروا ويفسقوا، مع تجويزنا عليهم الخطأ فيما اختلفوا، وعندنا أن عليا أولى بالأمر، وأنهم أخطؤوا بالتقدم عليه، ولم ندر ما مقدار ذلك الخطأ عند الله سبحانه، وقد أخطأ أنبياء الله سبحانه وهم أعلى قدرا من الصحابة وأعرف بجلال الله سبحانه. ولسنا نعتقد فيهم أنهم قصدوا شقاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصيه عليه السلام، وإنما جهلوا وجه الاستدلال فاعتقدوا أنهم أولى بالأمر، فلو صح أنهم قصدوا خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقطعنا على ضلالتهم، ولكنا لا نقول ذلك، وعلى هذا الوجه أخبار الصحابة ثابتة، وجلالتهم باقية، وخطؤهم في مسألة واحدة لا يذهب حرمة إسلامهم، وإصابتهم فيما لا يحصى من المسائل، فتأمل ذلك موفقا»(1).
পৃষ্ঠা ৫৫