وفي كل مرة خطت العلاقة بين الأب والبنت التي في سن ابنته خطوة إلى الأمام.
في المرة الأولى قال لها في أثناء حديثه معها إنني أحس بسعادة حين أكون معك.
وأجابته وهي تضحك: سعادة الأب حين يحتضن ابنته!
وفي المرة الثانية لم يقل لها شيئا، ولكنها هي التي قالت له في ضيق: لماذا تصر على خداع نفسك حتى الآن ؟ ألا ترى أن مسألة الأبوة هذه أصبحت مضحكة؟ أنت لا تفعل هذا مثلا مع ابنتك ... وهذا الذي أشارت إليه هو قبلة آثمة طبعها على خدها الأيمن، وهو يراقصها على نغمات لحن حالم ...
إنه لم يرد عليها، ولكنه ضمها بشدة إلى صدره، وكان صمته تسليما بأنه تخلى إلى الأبد عن لقب أب.
أما في المرة الثالثة فقد بدا صراحة في ثياب العاشق، وفي حديث العاشق ... في هذه المرة لم يكن ثمة إنكار، ولا استنكار ولا تمنع، بل كان هناك تمنع كذلك الذي يبذله الطفيلي إذا دعوته على الغداء، وإذا كان هو متهافتا على دعوتك، تمنع خير منه قبول الدعوة في امتنان، لقد قالت له: هل فكرت يوما في أننا سنصبح هكذا؟
وأجابها حائرا: صراحة لم أفكر من قبل ... ولكنني أفكر الآن، وأفكر جديا ... - وما رأيك ... هل أنت سعيد؟ - أنا ... أنا طبعا سعيد، لكن أنت؟
وقاطعته: أو لم تدرك بعد أني سعيدة؟! - بلى ولكن ...
وقاطعته مرة ثانية: أو لم تدرك شيئا آخر ... أو لم تدرك أني أحب؟!
وقاطعها هو هذه المرة، وإنه ليفخر بأنه قاطعها قائلا: هذا هو الموضوع يا سامية ... لقد أدركت منذ أيام أني أحبك، ولم يكن هذا مهما، وأرجو ألا تعيريه التفاتا ... أما المهم حقا فهو أنني أدركت أنك تحبينني ... وهذا ما يقلقني. - يقلقك ... لماذا؟ - سامية ... كم عمرك الآن؟ - عشرون عاما. - أتعرفين كم عمري أنا؟ خمسة وأربعون عاما ... أكبر من والدتك وربما في سن أبيك. - هل تعود ثانية لقصة الأبوة؟
অজানা পৃষ্ঠা