সুখ এবং সুখী করা মানব জীবনের পথে
السعادة والاسعاد في السيرة الانسانية
প্রকাশনার বছর
1957 / 1958
জনগুলি
ذكر ما جاء في الحض على الإستشارة من كلام الله وكلام الرسول عليه السلام
قال ألله تعالى لنبيه وشاورهم في الأمر في التفسير أي فيما لم يأتيك فيه وحي فإذا عزمت أي فإذا ثبت على أمر وقطعت عليه فتوكل على الله يقول اعتمد على الله واطمئن إليه إن الله يحب المتوكلين أي الواثقين به وروى طاووس وعمر بن دينار عن ابن عباس أنه قال في قوله وشاورهم في الأمر قال قال رسول الله صلى الله عليه إن الله ورسوله لغنيان عن المشورة ولكنه جعل المشورة رحمة لأمته فمن شاور منهم لم يعدم رشدا ومن ترك لم يعدم عناءا وسعيد بن المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ولن يهلك أمرؤ عن مشورة وإذا أراد الله أن يهلك عبدا كان أول ما يهلك رأيه وقال أبو هريرة إنه لم يكن أحد أكثر استشارة من رسول الله صلى الله عليه استشار أصحابه في الذي يجمعهم على الصلوة واستشارهم يوم بدر ويوم الخندق ويوم أحد
ما جاء في الحض على الإستشارة من كلام الصحابة والتابعين
قال علي بن أبي طالب الإستشارة عين الهداية ومن استغنى برأيه فقد خاطر وقال عمر بن الخطاب الرجال ثلثة ورجل ونصف الرجل ولا شيء فالرجل هو الذي له رأي ويستشير ذا الرأي ونصف الرجل الذي له رأي ولا يستشير ولا شيء الذي لا رأي له ولا يستشير وقال الأوزاعي من نزل به أمر فشاور من هو دونه في الرأي والعلم تواضعا عزم الله له على الرشد واستشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه في موضع دفنه وفي الصلوة عليه وترك عمر أمر الخلافة شورى وقال الحسن في قوله وأمرهم شورى يينهم أي فيما لم يأتهم فيه وحي فإذا جاء الوحي ذهب التشاور كان عمر بن الخطاب يستشير حتى المرأة قال أبو الحسن المرأة تستشار فيما ينبغي فيه وتختص بمعرفته وذلك في مثل مسئلتها حفصة كم تصبر المرأة عن زوجها وفي مثل مسئلة نساء الجاهلية عن امرأة ولدت من بعد أن استبرأت من الزوج الأول تمام الإستبراء ومن بعد أن أقامت من بعد استبرائها سنين ثم تزوجت بزوج ثان فظهر بها ولد في بطنها فسأل عمر بن الخطاب عن ذلك
في صفة الوزير من قول أنوشروان
قال أنوشوران الوزير يجب أن يكون شريف الحسب مجتمع اللب صحيح الذهن حاضر البديهة لا تدهشه النائبة قليل الضجر عند المكروه صابرا عليه فلا يستعجل أمرا قبل حينه ولا يؤخره عن حينه عارفا بالسنة بصيرا بالسياسة محبا للرعية بعيد الغور مستعملا للأناة مع الروية عارفا بمصادر الأمور ومواردها عالما بطبقات الناس ومراتبهم وأحوالهم وقديمهم وحديثهم خبرا بالبلاد وبالأعداء المجاورين لها ولا يجوز أن يقع فيها من أعدائها ومن عدوان أهلها وبما يحض البلاد ويدفع معرة أعدائها عنها ويجب أن يكون باحثا ان البغية الحيلة غير ملول للمناظرة متداركا للهيج معرضا عن السوء مغضبا على الزلة إن تكلم فببيان وإن سكت ففي أوان سكت ليس بشديد الحجاب ولا عسر اللقاء قال ويجب أن يكون مؤثرا لمحبة الملك على كل محبوب مراعيا لقلبه محصنا لأسراره محاميا عن منزلته إن أعطاه شكر وإن منعه صبر وإن عنفه أعتب لا يبطر إذا أكرمه ولا يجترئ عليه إذا أقر له ولا يتغير عليه إذا أبعده ولا يطغى إذا سلطه
في صفة من يستشار وهو الوزير
قال أرسطوطيلس للإسكندر وينبغي أن يكون المستشار عالما بما يستشار فيه وأن يكون فاضلا وذا كلف بمن يستشيره فإن الجاهل كثير الخطأ والزلل والشرير لا ينطق بالصواب وإن كان به عالما والبغض يحمل على الخيانة وأقل أحوال من لا ألف عنده أن لا يخبر بالنصيحة وإن كان بها عالما وأنشد بعضهم لأكثم بن صيفي وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه
ولا كل مؤت نصحه بلبيب ولكن إذا ما استجمعا عند واحد
فحق له من طاعة بنصيب وقال أرسطوطيلس ولا تستوزر أحدا إلا من بعد أن تختبره قال ولا ينبغي أن ترقيه إلى مرتبة الوزارة وإن صلح لها من غير توسط وقال استنصح من نصح نفسه واحذر رأي من لم ينصح لنفسه قال وبهاء الزمان إنما يكون بالملك العادل ونضارته إنما تكون بالوزير الفاضل قال أرسطوطيلس رأي المستشار أفضل متى كان غير مشوب بالقوى وفي خذاى نامه قال سابور لابه هرمز إنه لن يصلح للوزارة إلا من قد اجتمعت فيه خلال ثلثة أولهن العلم بأعمال الملك والبصر بوجوبها والمعرفة بلطائف ما فيها وبغوامضها والثانية إخلاص النصيحة والثالثة العفاف عن الأموال قال واحذر أن تستوزر احدا من قبل المعرفة بحاله وبصلاحه لما تتخذه له وذلك بأن كان يكون مع الملوك قبلك أو مع وزرائهم واحذر كل الحذر أن تستوزر أحدا لميلك إليه ولمكانه من قلبك ولجلالته في نفسك من دون أن تختبره فتعرف فضل رأيه ونزاهة طمعته قال واعلم بأن كل إنسان إنما يشير بقدر حاله في نفسه كالمرآة فإنها إذا كانت نقية أراتك وجهك على لون وإذا كانت صدية وسخة أراتك وجهك على لون آخر وقال ابن المقفع أكثر ما يولد الآفة في الرأي المقت والمحبة فإنهما يقبحان الحسن ويحسنان القبيح ويريان العدل جورا والجور عدلا وليس ينبغي أن يكون المستشار شابا ولا شيخا قال مصعب بن بن عبدالله كانت قصي وسائر قريش إذا أرادت أمرا وتجارة أو سفرا اجتمعت في دار الندوة وتوامرت وتشاورت وكانوا لا يدخلون في مشورتهم إلا من بلغ أربعين سنة فصاعدا وأتاهم ابن الزعبري يوما وهم في رأي فردوه لأنهم استحدثوه وقال والزبير العوام لعمر بن الخطاب إنك تدخل هذا الغلام في المشورة مع مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه فقال إني وجدته سديد الرأي يعني ابن عباس وكان عمر إذا جربه أمر قال غص يا غواص لابن عباس ولما اجتمعت رؤساء سعد بن زيد مناة إلى أكثم بن صيفي وقت اجتماعهم لمحاربة رسول الله صلى الله عليه فقالوا له أشر عليهنا يا با بحر فقال إن وهن الكبر قد شاع في بدني وإن قلبي بضعه فليس معي من حدة الخاطر ما ابتدئ به الرأي ولكنكم تقولون وأسمع ولأعرف الصواب إذا مر بي وقال أرسطوطيلس للإسكندر استوزر من ناصح نفسه واحذر أن تستشير من لم ينصح لنفسه قال واعلم بأن كثيرا من الناس لا يشير بما ينفع المستشير ويشاكله لكن بما يشاكل المشير وينفعه فلا تقبلن من أحد رأيا أو تعلم سداده وصحة مخرجه وقال علي بن أبي طالب للأشتر لما وجهه إلى مصر لا تدخلن في مشورتك جبانا ولا بخيلا ولا حريصا فإن الجبان يحملك على الجبن وعلى الخور والضعف وأما البخيل فإنه يحملك على الشح ويمنعك من الإفضال وأما الحريص فإنه يزين لك الجور قال وكانت العرب تقول رأي الجبان جبان أيضا واعلم بأن الحرص والبخل والجبن غرائز شتى مجمعها سوء الظن بالله
في الحض على اقتناء من يستشار وهو الوزير
অজানা পৃষ্ঠা