فصل [في إمامة علي عليه السلام ]
والمستحق للإمامة بعده صلى الله عليه وآله وسلم هو: أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة، للنصوص الظاهرة، والفضائل المتواترة، التي لم يشاركه فيها أحد من الصحابة، ومن كان كذلك فهو الأفضل، ومن كان أفضل فهو الأحق بها من المفضول عقلا ونقلا.
فمن النصوص من كتاب الله قوله تعالى: ?إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون?[المائدة: 55]، ولم يتصدق بخاتمه في الصلاة راكعا غيره عليه السلام، وبذلك صرح أئمة الحق عليهم السلام، والمفسرون، وأهل التواريخ، ووردت الآية بضمير الجمع من باب إطلاق العام على الخاص، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: ?الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم?[آل عمران: 173]، والمراد بلفظ: (( الناس )) الأول هو: نعيم بن مسعود، وقوله تعالى: ?هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون?[المنافقون: 7]، والمراد به عبد الله بن أبي المنافق وحده، ولفظة: (( ولي )) مشتركة بين معان، والألفاظ المشتركة إذا وردت وجب حملها على جميع معانيها غير المتضادة، فتحمل في الآية: على مالك التصرف، وا لناصر، فكان معنى الآية: إنما ناصركم ومالك تصرفكم هو الله ورسوله ، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة. والإمام مالك للتصرف قطعا.
পৃষ্ঠা ৫৭