وكل أفعاله سبحانه وأوامره ونواهيه منوطة بالحكمة والمصلحة، صرحت بذلك آيات كتابه الكريم في كثير من المواضع، وكرر لفظ: (( حكيم )) و(( عليم )) مرارا في آيات متعددة، فيجب اعتقاد ذلك، وإن خفيت علينا الحكمة في بعض ذلك فهو يعلمها، وتعالى الله علوا كبيرا أن يفعل شيئا لا لحكمة، ?ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار?[ص: 27] وقيل لعلي كرم الله وجهه: ما العدل؟ قال: (( أن لا تتهمه )). وهذه حكمة جامعة.
والله سبحانه وتعالى لا يجازي أحدا إلا بالعمل، ولا يعاقب أحدا إلا بما اكتسب، ولا يثيبه إلا بما كسب؛ لأن ذلك من العدل والحق، قال تعالى: ?إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون?[النحل: 90]، وما يأمر إلا بما يرضاه ويريده ويتصف به، وقال تعالى: ?ليجزي الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى?[النجم: 31]، وقال تعالى: ?من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد?[فصلت: 46]، وقال تعالى: ?فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون?[آل عمران: 25]، وقال تعالى: ?إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى?[طه: 15]، وقال تعالى: ?ولا تزر وازرة وزر أخرى?[الأنعام: 164].
পৃষ্ঠা ১৬